طلعت جادالله يكتب عن.. مصر تحتاج لتكاتف.. وليس تنديدا وشجبا وخطبا بشان بيان مجلس حقوق الانسان الدولى عن أوضاع حقوق الانسان
بيان .. ليس فيه مفاجئة .. فهومتوقع, منذ القاء الرئيس الامريكى جون بايدن خطاباته فى الانتخابات الرئاسية الامريكية , ليس تجاه مصر فقط, بل تجاه المملكة العربية السعودية ودول اخرى فى منطقة الشرق الاوسط, ماحدث فقط هوتنفيذ توجهات الادارة الامريكية الجديدة ,وريثة حكم الرئيس الاسبق اوباما, فالذى صعد لسدة الحكم فى امريكا هومن كان نائبه ,ربما يكون هذا البيان الحلقة الاولى من ضغوط متوقعة على مصر .
وليس مستغربا ان يوقع على البيان عدةدول اوربية ترتبط بصداقة عميقةومصالح متزايدة مع مصر , فهناكتوجهات ترسم للمرحلة المقبلة فى الشرق الاوسط والخليج العربى
مصر لم تعد دولة أحادية الاتجاه فى المضمار الدولى , سواء سياسيا او اقتصاديا اوعسكريا ,كما كانت فى حقبات سابقة , حين كانت تلخص علاقاتها الدولية بالولايات المتحدة الامريكية , بغية مساعدات دورية وتسليح لجيشها
وكان اى تصريح او توجه امريكى يثير قلقا بالغا فى مصر ؟ ولم يكن توجها صائبا بالطبع
فى السنوات السبع الاخيرة , اقامت مصر جسورا حقيقية , مع الغرب الاوربى المؤثر دوليا خاصة العلاقات المتميزة مع فرنسا والمانيا واليونان وانجلترا,سواء فى التعاون الدبلوماسى او الاقتصادى او العسكرى , بل أقامت علاقات متميزة مع روسيا واصبحت شريكة فى مشروعات عملاقة وتعاونا عسكريا
هذا التوجه المتوازن دوليا , جعل اى ضغوط على مصر من هنا وهناك,أقل حدة وتاثيرا من ذى قبل , بسبب حسابات المصالح والعلاقات المختلفة
وايضا مصر فى السنوات السبع الاخيرة , اثبتت تاثيرا قويا فى ملف التوازنات فى الشرق الاوسط, ولم تفلح اى محاولات اضعاف لها او اقصاء لها , بل فرضت ارادته فى الملف الليبى , وايضا خضع لها التوجه التركى والعثمانى الذى كان يهدف لكسر مصر عربيا وشرق اوسطيا. .وايضا فشل بعض المحاولات من الخليج التى كانت تهدف لتقويض الدور المصريى عربيا.وهودور يضع مصر كميزان استقرار للمنطقة الشرق اوسطية والعربية
كل هذا يجعل مصر أكثر قدرة فى مواجهة ضغوط سياسية محتملة أنية وقادمة , وهذا حديث بشكل واضح
ونحن أزاء بيان مجلس حقوق الانسان الدولى بشان حقوق الانسان فى مصر, فقد شمل شقين
اولا: اشادة بملفات قانون الجمعيات الاهلية ,واشادة بملف الهجرة غير الشرعية ,وأشادةبملفمكافحة الارهاب
ثانيا : بيت القصيد فى البيان هو ملفحقوق الانسان فى مصر ,وماجاء به منحديث عن انتهاكات وتجاوزات..
وهنا لنا ملاحظتان
الاولى : مقابلة البيان بشجب وتنديدوصراخ , , فهذا توجه يريده من وراء الضغوط على مصر , ويتوقعه,وايضا هو لايفيد مصر ولايصد الضغوط عليها
الثانية : حسنا فعلت الخارجية المصرية بردها الموضوعى فور صدور البيان, وهوتوجه تتميز به الخارجية المصرية فى كل الظروف واصعبها
الثالثة :يجب ان يتكاتف الموقف الرسمى وايضا المجتمع المدنى و الشخصيات المصرية بالخارج والداخل , لتفنيد ماجاء بالبيان , وشرح حقيقة الاوضاع فى مصر , ومايبذل فيها من جهود نحو خطوات أكثر ايجابية فى ملف حقوق الانسان , وأنهاء الاوراق السلبية فيه تباعا,
الرابعة: ينبغى حشد كل الهيئات المصرية والشخصيات المصرية القادرة على التواصل والاتصال والتاثير فى الغرب الاوربى وداخل الولايات المتحدة الامريكية,وفى المنظمات الدولية الحقوقية والسياسية لكى تصل صورة متكاملة عن مصر , ولايخفى على احد ان المناوئيين للاستقرار فى مصر , يتخذون ىمن هذا البيان وغيره ورقة تشهيروضغط على مصر ,واضعافها فى المحافل الدولية , من خلال ترويج أكاذيب وسلبيات ,داخل المؤسسات الدولية المختلفة ضد مصر , دون ان يكون لمصر ,رافدا فاعلا ومؤثرا موازيا ,وارجو الا تتكرر قصص وخرافات واوهام لجان شعبية تتشكل من اشخاص لادور ولاوجود ولامكانةلهم , يرشسلوا هنا وهناك ويكونوا مصدر اساءات اكثر ,ولنا فيما سبق تجارب مريرة,ودعونا نتعلم مندول فى المنطقة , تمثل جمعياتها وابنائها , القوة الضاربة فى التاثير على الراى العام الامريكى والغربى , اكثر من الموقف الرسمى لها
أعتقد اننا فى مدخل مارثوان لضغوط متعددة على مصر , بعضها معلن ومعروف وبعضها خفى , وأعتقد ان مصر اقوى دوليا مماسبق , وتستطيع مواجهة ماهوقادم, ولكن يجب ان يكون هناك روافد قوية من المنظمات والهيئات غير الرسمية ,والشخصيات المصرية المؤثرة والبارزة هنا وهناك لمواجهة ماهو قادم , ودونتهوين او تهويل