في مثل هذا اليوم تنيح القديس بفنوتيوس الأسقف، وقد ترهب في برية القديس مقاريوس وأجهد نفسه في النسك والعبادة كما قضي أيامه وهو لا يأكل إلا البقول الناشفة وتعلم في البرية القراءة والكتابة وقوانين الكنيسة. ورسموه قسا فمكث في البرية خمسا وثلاثين سنة , وذاعت فضائله فاستدعاه البابا فيلوثاؤس الثالث والستون من باباوات الأسكندرية ورسمه أسقفا وكان لا يغير ملابسه إلا يوم الاحتفال برفع القرابين وفيما عدا ذلك كان يلبس من شعر ومن شدة النسك نحل جسده جدا ومرض فسأل الله في صلاته قائلا: “يا ربي يسوع المسيح لأجل الأسقفية لا تنزع عني نعمتك ” فظهر له ملاك الرب وقال له ” اعلم أنك كنت في البرية لم يكن من يهتم بك عند مرضك ولا تجد ما تتداوى به. فكان الله يعضدك ويمنع عنك المرض. أما الآن فأنت في العالم وعندك من يهتم بك وما تحتاجه من دواء عند مرضك “
ومكث هذا الأب في الأسقفية اثنتين وثلاثين سنة ولما دنت وفاته استدعي الكهنة والشمامسة وبعدما سلم لهم أواني الكنيسة قال لهم: “اعلموا أنني ذاهب إلى السيد المسيح وقد سرت بينكم كما تعلمون. والسيد المسيح الذي أنا مزمع أن أقف أمامه يشهد علي أنني ما أخفيت درهما واحدا من كل ما كان يصل إلى من الأسقفية ” ثم باركهم وتنيح بسلام. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.