أكد وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى، اليوم الاثنين، أن مصر بذلت جهودا مكثفة وحققت إنجازا كبيرا فى التوصل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، ووقف الانتهاكات الاسرائيلية، مشددا على أن دور مصر كان وسيبقى دورا رئيسيا في جهودنا من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال الصفدي، في كلمته خلال مؤتمر صحفى مع نظيره المصرى سامح شكرى، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى بعث رسالة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، تتعلق بالتصعيد الأخير الذي شهدناه في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المشتركة التي نقوم بها معا من أجل البناء على ما أنجز من وقف إطلاق النار ووقف الانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد الأفق السياسي المطلوب للتقدم للأمام باتجاه إسناد أشقائنا الفلسطينيين وتلبية جميع حقوقهم المشروعة.
وأضاف “أن التنسيق بين المملكة الأردنية ومصر لم ينقطع على مستوي الرئيسين جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتنسيق جهود متكاملة، فيما يبحث لقاء اليوم كيفية التحرك المستقبلي مع المجتمع الدولي مع أشقائنا في المنطقة، وفي دولة فلسطين من أجل ضمان عدم تكرار ما حدث، وإيجاد الأفق السياسي الذي يسمح بالتقدم نحو إعادة إطلاق تحرك دوري فاعل ينهي الاحتلال ويضعنا باتجاه السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة خيارا وحيدا لتحقيق السلام”.
وتابع الصفدي قائلا “إن الحكومة الأردنية والمصرية تعملان الآن على ثلاث قضايا هامة، الأولي هي ضمان استمرار وقف إطلاق النار والعدوان علي غزة، وضمان عدم تكرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي فجرت التصعيد الأخير”، محذرا من أن ما تقوم به إسرائيل من حصار لحي الشيخ جراح والتضييق على أهله أمر يدفع باتجاه تفجر الأوضاع مرة أخرى.
وأكد أن قضية الشيخ جراح يجب التعامل معها من منطلق أن لا حق ولا شرعية لأى قرار إسرائيلي بتهجير أهاليه من بيوتهم، الأمر الذي يعد جريمة حرب لا يمكن أن يسمح بها المجتمع الدولي.
وشدد الصفدي على أن القضية الأخرى هي الانتهاكات بالمسجد الأقصي المبارك، والتي يجب أن تتوقف على الفور، حيث نبذل بالتنسيق مع مصر والمجتمع الدولي، كل ما هو ممكن بتوجيه ومتابعة يومية بأمر من الملك عبد الله الثاني، للحول دون ارتكاب المزيد من هذه الاعتدءات بشكل كامل، والحفاظ علي الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لهذه المقدسات.
وأشار إلى أن هناك قضية إعادة الإعمار حيث ننسق بشكل مكثف مع مصر حول ذلك للعودة إلى أفق حقيقي لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.
وقال وزير الخارجية الأردني، أنه من المقرر أن نستقبل وزير الخارجية الأمريكي لنبحث معه كيفية التحرك للأمام وفق الأسس التي طرحناها، كما سيكون هناك اتصالات مكثفة مع الجانب الأوروبي، بالإضافة إلى الاتصالات التي نقوم بها مع أشقائنا العرب للتنسيق المستمر معهم.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي” إنه لا حل ولا سلام عادل وشامل إلا إذا تم إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين وفق المعايير الدولية ووفق قرارات الشرعية الدولية ووفق مبادرة السلام العربية”.
وأضاف الصفدي – ردا على سؤال حول ما إذا تم بلورة أفكار لتقديمها لوزير الخارجية الأمريكي خلال جولته المقبلة في المنطقة ، خلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري – أن الإدارة الأمريكية الجديدة برز عنها مواقف إيجابية يجب التفاعل معها والبناء عليها ، سواء فيما يتعلق بتأكيد مرجعية حل الدولتين ، أو فيما يتعلق بإعادة المساعدات إلى الأشقاء في فلسطين ، ومساعدة وكالة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين والموقف الذي عبر عنه بضرورة وقف الاستيطان وضرورة وقف التهجير، وكل هذه مواقف وبوادر ايجابية ، نتطلع إلى التفاعل معها.
وأكد أن التصعيد الخطير الذي شهدناه خلال الأسابيع الماضية أكد حقيقة نعرفها ،وربما العالم كان بحاجة إلى أن يتذكرها، وهي أن القضية الفسطينية هي أساس الصراع في المنطقة وأن حلها على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو مفتاح الحل في المنطقة.
وأعرب الصفدي عن طلعه للمحادثات التي سيجريها مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بهدف إيجاد أفق حقيقي يعيد الأمل بأن ثمة فرصة للتقدم إلى الأمام .. مشيرا إلى أنه غير مطروح في هذه اللحظة عقد اجتماع ثلاثي مصري أردني أمريكي ، إلا أنه سيتم التنسيق لاتخاذ أي خطوة يعتقد أنها ضرورية بالتنسيق مع شركائنا للوصل إلى الأمام .
من جهته ، أكد وزير الخارجية سامح شكري إن هناك توافقا بين الرؤي المصرية والأردنية إزاء القضية الفلسطينية للعمل على التوصل إلى حل عادل شامل للصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) .
وقال شكري “نحن نتحدث بلسان حال واحد بين رؤية واحدة لدينا، وننسق الجهود فيما بيننا حول كيفية تفعيل الآليات القائمة ، ورسالتنا موحدة ومؤكدة بضرورة حل الدولتين ونيل الشعب الفلسطيني حقوقة المشروعة كاملة”.
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن هناك حراكا مستمرا دوليا وإقليميا لإعادة إعمار غزة ، في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس الأمن .
وقال الصفدي – ردا على سؤال عما إذا كان هناك تعاون عربي لإعادة إعمار غزة ومساعدتها – إن الكل يؤكد على ضرورة العمل بشكل فوري من أجل إعادة الإعمار، كما أن الأشقاء في مصر أعلنوا عن مشروع كبير لإعادة الإعمار في غزة ، كما سترسل المملكة الأردنية ،من جهتها، مستشفى ميدانيا جديدا ، فضلا عن إعادة فتح مركز فحص الكورونا وتقديم كل الدعم الممكن للأشقاء في غزة.
وأضاف “أن إعادة الإعمار أولوية ونعمل معا على ضمان أن تمضي بشكل فاعل وبشكل ينعكس على حياة أهلنا في غزة بعد ما تعرضوا له من عدوان غير إنساني” .
وفيما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية المستمرة، قال وزير الخارجية الأردني ” نحن واشقاؤنا في جمهورية مصر العربية، موقفنا واحد، نرفض كل الممارسات الإسرائيلية اللاقانونية اللاشرعية اللاإنسانية التي تقوض حل الدوليتن والتي تمثل خروقات واضحة للقانون الدولي، حيث أن تلك الممارسات تدفع المنطقة برمتها نحو المزيد من التصعيد الذي سينعكس على الجميع إقليميا ودوليا”.. مؤكدا أن السلام الشامل والعادل هو ضرورة إقليمية ودولية.
وأضاف ” نحن وأشقاؤنا في مصر نتحرك سويا في كثير من المساحات ونكمل بعضنا بعضا أيضا في كثير من مساحات التحرك”.
بدوره ، قال وزير الخارجية سامح شكري “في المرحلة الحالية هناك اهتمام بالغ بمؤازرة ودعم الاشقاء في غزة لما تعرضوا له من أضرار وقوافل المساعدات الإنسانية المصرية تمر بكثافة هذه الأيام ، كما أن هناك تنسيقا مع الدول والاشقاء العرب لتوفير المساعدات الفورية التي يحتاجها إخواننا في غزة”.
وأضاف شكري “أن ما أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من توفير 500 مليون دولار لعملية إعادة الإعمار ستتم من خلال الآليات التي سيتم وضعها بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، ومع الأشقاء في قطاع غزة حتى نزيل الآثار التي لحقت بالقطاع ونحسن من الوضع المعيشي للأشقاء الفلسطيينين في غزة”.
وأكد أن هذه أولوية وقضية لها أهميتها تتسع نطاقها ليس فقط لغزة ولكن أيضا للأراضي المحتلة في الضفة الغربية، فضلا عن الاهتمام بتحسين الوضع الاقتصادي مع الإدارك بضرورة العمل على إنهاء الصراع.
وشدد سامح شكري على “أنه لا يمكن أن تستمر هذه الدائرة المفرغة من التدمير والتهدئة والتدمير والتهدئة، فهذا أمر يصيب الشعب الفلسطيني بالإحباط، وعدم وجود آفاق للحل النهائي تجعلنا في دائرة مغلقة من التوتر والصراع وما ينتج عن ذلك من أضرار على المواطن ليس فقط الفلسطيني ولكن أيضا العربي بصفة عامة ويحد من قدراتنا المتشركة على تكثيف التعاون فيما بيننا للارتقاء باقتصادياتنا والوفاء باحتياجات شعوبنا”.
وأشار إلى أن العمل من خلال التنسيق مع الأردن ومع بقية الدول العربية مهم حتى يكون هناك فاعلية لجهود إعادة الإعمار والوفاء باحتياجات الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء كان في الضفة أو قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن هدف المملكة الأردنية خلال تعاملها مع القضية الفلسطينية، هو إسناد أشقائها، وتقديم كل ما يمكن لرفع الظلم عنهم والتعاون معهم من أجل إيجاد الأفق الحقيقي لتحقيق السلام”.
وحول سؤاله عن احتماليه أن تتقرب الأردن أكثر مع حركة حماس، وتعيد ترتيب علاقتها معها، خلافا لما جرت عليه العادة طوال العشرين عاما الماضية،أوضح أن اتصالات الأردن مع أشقائها في فلسطين مستمرة، كما كان هناك اتصال بين حماس والمملكة خلال الأسابيع الماضية، ويتم مقاربة الأمور من منطلق موقف الأردن الثابت في الاعتراف بدولة فلسطين، والتعامل مع القيادة الفلسطينية في إطار العلاقات الطبيعية بين الدول.
وحول سؤاله فيما يتعلق بمطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تخضع القدس لإدارة ثلاثية من 3 أديان ، الإسلامية والمسيحية واليهودية، أكد الصفدي “أنه يعتبر القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، والسيادة على القدس فلسطينية، والوصاية على المقدسات الفلسطينية والمسيحية، هاشمية، وحماية القدس هي مسؤولية فلسطينية أردنية مصرية عربية إقليمية دولية إسلامية، لأن أهمية القدس ورمزيتها معروفة للجميع، وبالتالي حماية القدس مسؤولية دولية، والمساس بالقدس ومقدساتها هو أسرع الطرق لتفجير الصراع واستفزاز مشاعر ملياري مسلم ومسيحين بالمنطقة كلها”.
وردا على نفس السؤال، قال وزير الخارجية سامح شكرى، “إن قضية القدس تحتل مركزا هاما لدى الجميع في العالم العربي والإسلامي، واستمرار الحفاظ علي هوية القدس المحتلة والحفاظ علي المقدسات الإسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية حولها، أمر مقر من خلال الاتفاقيات الدولية، كما أن هناك توافقا دوليا على استمرار هذه الوصاية وما تتطلبه من مسؤولية”.
وأضاف “أن قضية القدس هي قضية مركزية للحل النهائي وخاضعة للتفاوض والوصول لاتفاق حولها، يؤدي إلى إقامة القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية ونحن ملتزمون بذلك، ويتم تناولها في إطار التسوية والحل النهائي”.