في هذا اليوم تذكار الأب القديس المجاهد الأنبا اسحق قسيس القلالي. ولد هذا الأب في قرية مصرية من أبوين فقيرين لكنه كان غنيا بأعماله الصالحة. إذا أنه انتهز فرصة وجود الشيوخ في الريف لبيع عمل أيديهم وتبعهم إلى البرية حيث دخل تحت نير الطاعة. ولما صار راهبا تناهي في النسك والعبادة حتى أنه لم يقتن ثوبين في وقت واحد. فسألوه مرة ” لماذا لا تقتني ثوبين؟ ” فقال: لأني لما كنت في العالم قبل الرهبنة لم أقتن ثوبين معا”.
وكان يبكي كثيرا في صلاته ويخلط خبزه بالرماد ثم يأكله ومرض مرة مرضا شديدا فصنع بعض الأخوة طعاما فلم يتناول منه شيئا فوصف له الأخ فائدة الطعام وألح عليه لكي يتناول منه فأبصر علي عدم تناول شيء منه وقال له: “صدقني يا أخي أنني أشتهي أن أبقي عليلا مدة ثلاثين سنة ” ولما كبر وذاعت فضائله أجمع الآباء علي رسامته قسا فهرب منهم واختفي في حقل مزروع وبينما هم يفتشون عليه أتفق مرورهم بذلك الحقل فجلسوا ليستريحوا قليلا. فدخلت دابة كانت معهم إلى الحقل ووقفت حيث كان هذا الأب. ولما دخلوا وراءها لأخذها وجدوه وأرادوا قيده لئلا يهرب منهم. فقال لهم: “أني لا أهرب الآن لأني علمت أن هذا الأمر هو من الله”. ومضي معهم فرسموه قسا. فزاد في الطاعة للشيوخ، وفي تعليم المبتدئين الفضيلة. ولما دنا وقت وفاته سألوه: “ماذا يعملون بعده “؟ فقال لهم: “مثلما كنتم ترونني أصنع، اصنعوا ان كنتم تريدون الثبات في البرية ” ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.