يخطّط مدرب المنتخب الأوكراني لكرة القدم نجمها السابق أندري شيفتشنكو إلى النجاح في مسيرته التدريبية عندما يقوده الثلاثاء في ثمن نهائي كأس أوروبا ضد السويد في جلاسكو، ومحو غصة تخطي الدور الأول للمرة الأولى في تاريخه بفضل ضربة حظ باعتباره أحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث.
ويستلهم شيفتشنكو البالغ من العمر 44 عامًا، من مواجهة سابقة ضد الخصم نفسه، في ختام مسيرته الكروية اللامعة كلاعب.
خسرت أوكرانيا أمام هولندا 2-3 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة، ثم انتزعت فوزا صعبا من مقدونيا الشمالية 2-1، لكنها خسرت أمام النمسا صفر-1 في الجولة الثالثة الأخيرة ووجدت نفسها في المركز الثالث.
بعد انتظار مقلق لمدة يومين لمعرفة مصيرها بين أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث والتي تلحق بركب المتأهلين مباشرة، ضمنت أوكرانيا بلوغها ثمن النهائي للمرة الأولى في ثالث مشاركة لها في العرس القاري بفضل الفوز الساحق لإسبانيا بخماسية نظيفة على سلوفاكيا ثالثة المجموعة الرابعة والتي كانت المنافس الوحيد لرجال شيفتشنكو على البطاقة الأخيرة لأصحاب المركز الثالث.
بعد خمس سنوات من توليه منصبه بعد فشل أوكرانيا في تسجيل أي هدف في كأس أوروبا 2016، أعاد شيفتشنكو تشبيب المنتخب، وقاده إلى الواجهة القارية مجددا.
لكن “شيفا” برر الخسارة أمام النمسا بالإرهاق الذي نال من لاعبيه.
وقال بعد المباراة التي كان التعادل فيها سيكون كافيا لأوكرانيا لإنهاء دور المجموعات في المركز الثاني وتفادي الحسابات المعقدة لأصحاب المركز الثالث: “كانت المباراة صعبة بدنيا اليوم. كنا متأخرين في كل النواحي باستمرار”.
وأضاف “رأيت أن المنتخب يفتقر إلى القوّة ببساطة. حاولنا تعزيز الصفوف (بالتبديلات)، لكن كان من المستحيل تقريبًا القيام بذلك”.
أثارت هذه التصريحات الدهشة في أوكرانيا حيث تمتع المنتخب بأفضل الظروف استعدادًا للعرس القاري، وهو ما فسره البعض من خلال العلاقة الخاصة بين شيفتشنكو ورئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم.
وتقول وسائل إعلام محلية إن شيفتشنكو هو الأب الروحي لابنة رئيس الاتحاد الأوكراني أندريه بافيلكو.
أعطى الاتحاد الأوكراني للعبة في أبريل الماضي الضوء الأخضر لقرار تقليص منافسات الدوري المحلي لهذا الموسم لمدة أسبوع واحد لمنح المنتخب الوطني وقتًا إضافيًا للتدريب قبل بطولة أمم أوروبا 2020، وهي خطوة غير عادية بالنسبة لدوري أوروبي.
كما تعرّض الاتحاد المحلي للعبة إلى انتقادات مرة أخرى في عام 2016 عندما تولى شيفتشنكو، نجم دينامو كييف وميلان الإيطالي وتشلسي الإنكليزي السابق، مسئولية تدريب المنتخب الأوكراني من ميخايلو فومينكو، في أول مهمة تدريبية في مسيرته.
وأشار النقاد إلى افتقار شيفتشنكو للخبرة وبرّروا انتقاداتهم بأنه بصفته مساعدا لفومينكو، كان مسؤولاً جزئياً عن خروج أوكرانيا من الدور الأول لكأس أوروبا في فرنسا بعد خسارة المباريات الثلاث في مجموعتهما.
لكن في مجموعتها المؤهلة لنهائيات كأس أوروبا 2020، أنهتها أوكرانيا بشكل مفاجئ في المركز الأول بدون هزيمة، بفوزها على البرتغال حاملة اللقب 2-1 في مباراة حاسمة في كييف.
قبل مباراة الثلاثاء في غلاسكو، سيكون نجاح المنتخب الذي تغلب على السويد ونجمها وعملاقها زلاتان إبراهيموفيتش 2-1 في كييف في دور المجموعات لنسخة 2012، ملهما لشيفتشنكو الذي كان وقتها قائدا للمنتخب، ولرجاله لبلوغ الدور ربع النهائي.
كان أعظم مهاجم في تاريخ أوكرانيا، في نهاية مسيرته في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012، لكن ثنائيته في مرمى السويد (2-1) في المباراة الافتتاحية أدخلت فرحة عارمة في قلوب المشجعين المحليين في الملعب الأولمبي في العاصمة كييف.
على الرغم من هدفيه الدوليين رقم 47 و48، وهما آخر أهداف شيفتشنكو قبل الاعتزال، فشلت أوكرانيا في تخطي دور المجموعات للنسخة التي استضافتها مشاركة مع بولندا، حيث خسرت مباراتيها التاليتين أمام فرنسا وإنجلترا.
والآن يتعيّن على قادة أوكرانيا الحاليين مثل مدافع مانشستر سيتي الإنكليزي ألكسندر زينتشنكو وجناح وست هام يونايتد أندري يارمولينكو تقديم أفضل ما لديهم لمواصلة مغامرة المنتخب في البطولة.
وقال يارمولينكو الذي سجل هدفين من أصل أربعة أهداف لأوكرانيا في دور المجموعات للنسخة الحالية: “أتفق مع بعض الانتقادات. لكنني أريد أن أطلب من الجميع التحلي بالمزيد من الإيجابية، لأننا بلغنا للتو الأدوار الإقصائية”.
وأضاف “سنحاول أن نلعب كرة القدم التي نعرفها ونمتاز بها، ونظهر أقصى ما لدينا”.
اشتهر شيفتشنكو في ذروته كلاعب بهجماته المرتدة الخاطفة وإنهائه القاتل للهجمات. كان غزير العطاء بنفس القدر مع دينامو كييف وميلان كما كان مع أوكرانيا، حيث سجل 48 هدفاً في 111 مباراة دولية.
مع ميلان فاز بدوري أبطال أوروبا عام 2003 على حساب الغريم التقليدي مواطنه يوفنتوس بركلات الترجيح. كما حصل على لقب الدوري الإيطالي في عام 2004، عندما حصل على الكرة الذهبية.