الجزء الأول انتهى عند اختبار قوة القيامة وشركة آلامه متشبهًا بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات وكانت دي لغة تواضع وتمني لبولس الرسول إنه يكون ضمن قيامة الأبرار في الحياة الأبدية.
بولس الرسول يضع لنا ٤ علامات لهذا السباق وكأن الحياة سباق عشان نشوف مين هو الأصلح.
أول شرط عدم الاكتفائية: أوعى حد يقول أنا حالي أحسن من غيري أنا لا بعمل كده ولا بسرق كده ولا بقتل كده.
الحياة سباق مفيهاش كسل فيها عمل مستمر طول ما ربنا مدينا الصحة، القدرة، الإمكانية، العقل، الصحو، الفكر، اشتغل. فيه نشاط وحركة مستمرة. يقولون: “الشيخوخة ليس تجاعيد الوجه وإنما هي تجاعيد العقل.”.
بولس الرسول نص حياته الأولى كان وحش ومظلم كان يضطهد كنيسة الله بإفراط.
وبالرغم ذلك لم يحسب نفسه سافر لبلاد كتيرة عشان يبشر، لم يحسب عمل إيه لكن حسب هو المفروض يعمل إيه.
الخادم والراعي الشاطر هو اللي لا ينظر فيما عمله وحققه بل ينظر لما هو قدام.
عشان كده ربنا خلق عيوننا في وجهنا قدام وليس في الخلف.
“أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ” ده شعار رائع للإنسان المؤمن اللي ماشي في طريق الملكوت. زكا العشار وقديسين كتير عاشوا بنفس الطريقة دي، موسى الأسود، الابن الضال، السامرية.
أغسطينوس يقول: “بحثت كثيرًا عنك أيها الجمال غير المدرك وأخيرًا وجدتك في قلبي”.
“أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ” ده تعبير روح التكريس، عشان كده لما بنرسم شخص جديد بنسميه باسم جديد وهو يعبر عن الحياة الجديدة.
بولس الرسول بضع لنا نموذجًا للخادم بتقديمه لنا المسيح والمحبة. لكي لا يكون هناك انقسامات “أَنَا لِبُولُسَ”، و”َأَنَا لأَبُلُّوسَ” (١ كو ١ : ١٢). يقصد أن الخادم يخدم بالقدوة وليس بالكلمة أو بالقدوة قبل الكلمة.
القديس يوحنا ذهبي الفم يقول”علمني بحياتك قبل كلامك هذا أفضل لي ولحياتي الآبدية”.
حتى الأب والأم اللي بيعملوا بالقدوة والنموذج والمثال بيكونوا ناجحين في الحياة. نعيش على الأرض لكن في سيرة سماوية. لا يأتي الفرح في الانقسام أو العثرة. الخادم اللي ياخد باله من تصرفاته وسلوكه وكلامه ده قدوة بتعلم.
وإنت تعيش في الأرض يجب أن تكون سيرتك في السماء. إيليا بصلاته كان يفتح ويغلق السماء. “يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.” (لو ١٥ : ٧) الذات اللي عند الإنسان تضر أي مجتمع وتجعله عايش مضطرب وبالتالي السماء لا ترضى عليه. إحنا عايشين على الأرض لكن فيه هدف في السماء وهدف (target) لازم نحققه.
أولًا: أسماءنا مكتوبة في السماء ومتنساش إنك في ولدت في بكور حياتك من الماء والروح، ولدت من فوق وصار لك نصيب في السماء وصار لك يومها الملاك الحارس وكان أول يوم لك تتناول فيه وأول مرة تسمع “يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة آبدية لمن يتناول منه” (الاعتراف – القداس الإلهي).
في كل عبادتنا بكل مفرداتها بنحاول نعيش لغة السماء، ليست لغة مادية وإنما لغة روحية.
السماء بتكون في كياننا، ذهننا، أفكارنا، قلوبنا، وكمان بنعيش قوانين السما وبنكمل الفكرة دي بالرجاء وننتظر رب السماء. عشان كده بنقعد في الكنيسة ناظرين في اتجاه الشرق لأنها موطن النور وننتظر مجيء المسيح.
وفي القداس يقول الشماس: “أيها الجلوس قفوا” ويقصد بها قفوا من أي خطية.
ويقول أيضًا: “وإلى الشرق أنظروا” الاشتياق لمجيء المسيح. ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع. الفرح من خلال الحياة الروحية السليمة (انضباط، تكريس، عدم اكتفائية، كل ده يوصلنا لاتجاه السماء).
عيش حياتك بقدوة وإبعد عن العثرة، وعيش السيرة السماوية وإنت موجود على الأرض واجعل دايمًا السماء حاضرة على الأرض.
بولس الرسول وهو في السجن لم ينظر له كأنه سجن بل كان متهللًا ودليل على ذلك كلامه اللي كتبه. وبولس الرسول من خوفه علينا بعت لنا كل هذا الاختبار الروحي العميق، ونقلنا من السجن للسما وعيشنا معاه حالة الفرح.
يعطينا مسيحنا روح الفرح على الدوام. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.