في مثل هذا اليوم تنيح الصديق موسى رئيس الأنبياء. وكان قد تعب مع شعب الله إلى الموت واسلم نفسه عنهم. هذا الذي صنع الآيات والعجائب بمصر، وفي البحر الأحمر، هذا الذي لم يرض أن يدعى ابنا لابنة فرعون التي ربته، لما تركه أبواه على شاطئ النهر خوفا من فرعون الذي أمر بقتل الذكور من أبناء العبرانيين. فلما وجدته ابنة فرعون في النهر أخذته وربته لها ولدا. ولما كمل له أربعون سنة ورأى واحدا من المصريين قد قتل واحدا من العبرانيين، انتقم له وقتل المصري، وفي الغد رأى اثنين من العبرانيين يتخاصمان فطلب أن يصلح بينهما. فقال له المعتدى “العلك تريد أن تقتلني كما قتلت المصري بالأمس”. فهرب موسى إلي أرض مديان وتزوج هناك ورزق ولدين. (خر2: 1 2) ولما كمل له ثمانون سنه. ظهرت له نار في العليقة ولم تحترق. فلما دنا ليسمع كلمة الرب من العليقة، أمره بإخراج الشعب من أرض مصر ثم أجرى الرب علي يده العشر ضربات في المصريين. أولها النهر الذي تحول إلى دم. وأخرها قتل أبكار المصريين (خر 7 – 12). ثم أخرج الشعب وشق له البحر الأحمر، وأجازه منه، وأطبق الماء على أعدائه. ثم أنزل له المن في البرية أربعين سنة. وأخرج له الماء من الصخرة. ومع هذا جميعه كانوا يتذمرون عليه. ومرات كثيرة أرادوا رجمه، وهو يطيل أناته عليهم، ويسال الرب عنهم، حتى أنه من فرط حبه لهم، قال للرب: إذا لم تغفر لهذا الشعب فامح إسمي من سفرك. وشهد الكتاب أنه كلم الرب خمسمائة وسبعين كلمة كما يكلم الإنسان خليله حتى دعي كليم الله. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء من عند الرب ولوحا الشهادة في يده كان وجهه يلمع، فخاف بنو إسرائيل أن يقتربوا إليه فوضع على وجهه برقعا عندما اقترب ليكلمهم (خر34: 29 – 35). ولما كمل له مائة وعشرون سنة، أمره الرب أن يعهد بقيادة الشعب إلى يشوع بن نون تلميذه (تث34: 9)، فدعاه وأوصاه بوصايا الرب ونواميسه، وأعلمه أنه هو الذي سيدخل الشعب أرض الميعاد. بعد أنه عمل خيمة الشهادة وجميع ما فيها، كما أمره الرب. ومات موسى في الجبل ودفن هناك. وأخفى الرب جسده لئلا يجده بنو إسرائيل فيعبدوه لأن الكتاب يشهد عنه أنه لم يقم في إسرائيل نبي مثل موسى، ولما أراد الشيطان إظهار جسده انتهره ميخائيل رئيس الملائكة، ومنعه من ذلك. كما شهد الرسول يهوذا في رسالته (ع9) صلاته تكون معنا. أمين.