نحتفل اليوم بتدشين الكنيسة المباركة السيدة العذراء بمدينة العاشر من رمضان، كما أن اليوم ٢٩ من الشهر القبطي نحتفل بثلاث أعياد (الميلاد، البشارة، القيامة)، ونحتفل بالشهيدة أربسيما وهي أول شهيدة في بلاد أرمينيا، مثل القديسة دميانة أول شهيدة في مصر.
وإنجيل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات فهو يكلمنا عن كيفية استغلال الوقت في حياة الإنسان، فعطايا الله في الوقت متساوية لجميع البشر، لذلك العذارى الحكيمات أُطلق عليهن بالحكيمات لأنهن اِستغلوا الوقت بطريقة صحيحة، والعذارى الجاهلات أُطلق عليهن بالجاهلات لأنهن ضيّعوا الوقت. لِذلِكَ يَقُولُ: “اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ” (أف ٥ : ١٤)، وتُوجّه هذه الآية بصيغة الفرد وموجهة لكل شخص فينا دون استثناء. ويقول أيضًا “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أف ٥ : ١٥ – ١٦)، وهذه الآية موجّهة بصيغة الجمع بأن يسلكوا في كل دقيقة لأن لها قيمتها، لأن الوقت الفداء الذي صُلب فيه المسيح غالي جدًا، فاِجعل حياتك بكل مفرداتها بثمن هذا الفداء لأن الأيام شريرة، فالخمس العذارى الحكيمات علمونا خمس عطايا للاستفادة بالوقت بحكمة، لأن عطية الوقت فريدة في نوعها، وأغلى شيء يمكن تُقدّمه:
١- العطية الأولى، قدّم من وقتك جزءًا للصلاة الخاصة من قلبك، بحيث يكون لك صلة بالسماء وعلاقة شخصية بالمسيح، لأن هذه الدقائق تكون ثمينة جدًا عند المسيح…. أولاً، املأ مصباحك من الآن بوقت من صلاتك،
٢- ثانيًا، املأ وقتك بإنجيلك، ولا بد أن يكون إنجيلك في قلبك وعقلك ولسانك، حتى تُعلم أولادك تربية النعمة بالإنجيل،
٣- العطية الثالثة، السنكسار لأنه كتاب تاريخ فيه سير الآباء القديسين الذين عاشوا بالإنجيل والوصية، كانت حياتهم إنجيل مقروء لجميع الناس، فكل يوم تقرأ سيرة قديس أو شهيد وتتعلم منه،
٤- العطية الرابعة، إعطي وقت لعبادتك الكنسية في الأسرار المقدسة، وخاصة سر الاعتراف وسر التناول وتمارسهم من قلبك وبوعيك، فالله أعطى سر الكهنوت وسلّمه منذ البداية وصار من جيل إلى جيل، ليكون الأب الكاهن هو المسؤول، أن يرافق طريق حياتك الروحي ويساعدك حتى تكمل طريقك الروحي.
٥-العطية الخامسة، إعطي وقت لتتذكر نصيبك الصالح في السماوات، فكلنا بدون استثناء وُلدنا من الماء والروح وصار لنا نصيب في السماء، وباجتهادك على الأرض تحافظ على نصيبك في السماء، مهما كانت مسؤولياتك على الأرض “اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ” (أف 5: 14)، “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أف ٥ : ١٥ – ١٦)، اِجعل عينك في السماء على نصيبك، فتحصل عليه باجتهادك ووقتك.
فهذه الخمس هي صلواتك، وإنجيلك، وسير الآباء، وعباداتك الكنسية، ونصيبك السماوي، فهذه الخمس العذارى في حياتنا كلنا، وذلك لأن العذارى الجاهلات عندما أتى المسيح يقول الكتاب “وَأُغْلِقَ الْبَاب” ولما طلبوا العذارى الجاهلات أنه يفتح لهم الباب ردَّ عليهم بعبارة خطيرة: “إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ”، فلا أحد يريد أن يسمع هذه العبارة، لذلك حياتك على الأرض هي التي ستصنع لك مكانًا ونصيبًا في السماء… لذلك ينتهي إنجيل اليوم “فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَان” (متى ٢٥ : ١ – ١٣)، “فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أف ٥ : ١٥ – ١٦).