في مثل هذا اليوم استشهدت القديسات الطاهرات، والعذارى الراهبات الخمسون وأمهن صوفية، هؤلاء القديسات كن من بلاد مختلفة، وقد جمعتهن المحبة الإلهية والسيرة النسكية، فأقمن بدير للعذارى بالرها، وكانت القديسة صوفية رئيسة هذا الدير مملوءة من كل حكمة ونعمة، فربتهن تربية روحانية حتى صرن كملائكة الله علي الأرض، مداومات علي الأصوام والصلوات والقراءة في الكتب الإلهية وأخبار الرهبان، وكان منهن من أقامت في الدير سبعين سنة، ومنهن من هي في ريعان الشباب، ولكن ثابتة الإيمان، قوية اليقين، ولما سمع يوليانوس الملك العاصي إن سابور ملك الفرس عزم علي محاربته، عبا جيشه وسار إليه، وكانت مدينة الرها في طريقه، وإذ عبر علي دير هؤلاء العذارى أمر الجند بقتل من فيه ونهبه، فنفذ الجند الأمر، وقطعوا الراهبات بالسيف إربًا إربًا، ونهبوا كل ما وجدوه، وقد انتقم الله من هذا الملك الشرير بطعنه سهم في الحرب من يد فارس (قيل انه القديس مرقوريوس فخر صريعا عن ظهر جواده ومات سنة 363 م.، أما العذارى فقد نلن إكليل الشهادة، صلاتهم تكون معنا آمين.