هل دفع البابا يوساب الثانى ثمن علاقته المتميزة بالرئيس محمد نجيب فعزله عبد الناصر وابعد الاقباط سياسيا لعدم مناصرتهم له؟ وماهى الاسقاطات السياسية وراء هذا الطرح الان تحديدا؟
ماننشره اليوم , وجهة نظر حاول البعض الترويج لها , ربما يكون الوزارع فيها الدفاع عن البابا يوساب الثنى البابا 115,وربما تكون وجهة نظر بحت , ولكن الامر يحتاج لمراجعة سياسية وتاريحية ,
دعونا نتفحص الامر , فقد يكون قد دس السم بالعسل , او الهدف من نشرها حاليا بعض الاسقاطات على بعض مشاهد الواقع الحالى ؟وربما يكون دفاع عن البابا ال115 فقط؟
الامر الوحيد الذى , جعلنا ننشرها, هو الدروس المستفادة من الاحداث الواردة فيها سواء على المستوى الكنسى او على مستوى الاقباط, بل على مستوى النخبة القبطية , فمن قرأ التاريخ, امن المستقبل.
وجهة النظر تقول
كان من المعروف العلاقة الطيبة بين البابا يوساب الثانى واللواء محمد نجيب لذلك هجم العدو ناصر على الكنيسة والبابا واستغل الأقباط في كسر البابا يوساب أولا حتى يضمن عدم تدخل البابا يوساب الثانى والأقباط لعودة نجيب للمشهد و ثانيا للسيطرة على البابا والكنيسة والأقباط والأوقاف القبطية.
وأطلقت الدولة الإشاعات المغرضة للنيل من شخص البابا يوساب واتهامه بضعف الشخصية وسيطرة تلميذه “ملك” عليه والفساد الكنسي.
نفس شعارات الحركة المباركة في يوليو ١٩٥٢ التى اطلقت على الملك فاروق لعزله وتشويه صورته وسيرته ونفس ما فعله ناصر مع اللواء نجيب لعزله وتحديد إقامته ودفنه بالحياة.
ومن أراد السلطة يفعل اى وكل شئ حتى إنه احاك المؤامرات و أدخل الكنيسة والأقباط فى صراع مفتعل فى سنة ١٩٥٤ حيث تم اختطاف البابا يوساب الثانى على يد جماعة
” الأمةالقبطية” المجرمة صناعة ناصر فى يوليو ١٩٥٤ قبل أن يعزل اللواء محمد نجيب فى نوفمبر من نفس العام حتى لا يكون للبابا يوساب الثانى أو الأقباط اى دور لعودة اللواء نجيب للمشهد السياسي من جديد.
ودخلت الكنيسة والأقباط فى صراع مفتعل ودبر الوزير جندى عبد الملك وزير التموين القبطي الوحيد في حكومة ناصر بالتعاون مع أعضاء المجلس الملى العام والذى كان قد قام بتعينهم وبمساعدة بعض الأساقفة الذين كان يتم عمل مراجعات لهم على يد البابا دبروا خطة شريرة لأبعاد وعزل البابا يوساب الثانى حتى تسيطر الدولة على الكنيسة والأقباط والأوقاف القبطية.
ولنقص ما حدث لكى يعلم الأقباط المصرين بل والشعب المصري ككل حقيقة ما حدث
حيث كان يتم عمل دستور للبلاد وكان يدبر فى الخفاء إعفاء اللواء محمد نجيب وتحديد إقامته واتهامه بالتواصل مع جماعة الإخوان “الفساد” التهمة الاشهر فى تلك الحقبة المظلمة فكان يجب أن يبعد عن المشهد البابا يوساب الثانى هو الاخر ومعه الأقباط أولا حتى يضمن ناصر ان الأقباط والبابا لن يقدروا ان يتدخلوا لعودة نجيب وأيضا حتى لا يكون هناك مطالب لوضعها في دستور البلاد وحتى ينهك البابا والكنيسة بصراعات وخلافات مفتعلة.
ودبر الوزير جندى عبد الملك وزير التموين القبطي الوحيد في حكومة ناصر بالتعاون مع أعضاء المجلس الملى العام والذى كان قد قام بتعينهم وباستخدام بعض الأساقفة الذين كان يتم عمل مراجعات لهم وبمعاونة جماعة الأمة القبطية المجرمة صناعة ناصر دبروا خطة بإعفاء البابا وإدخال الكنيسة فى صراع مفتعل حتى لا تكون يد واحدة للنيل منها وانهكها
وبدأت الخطة بترويج إشاعة الفساد داخل الكنيسة !!! نفس الإتهام الذى أطلق على الملك فاروق وروج هذا الخبر فى عام ١٩٥٢ بعد قيام الحركة المباركة في يوليو حيث ورد فى جريدة سياسية اسبوعية بأن احد خدام البطريركية ويقصدوا “ملك” تلميذ البابا يتقاضى مبالغ مالية لرشامة الأساقفة !!! علما ان البابا يوساب الثانى كل رشوماته قبل ١٩٥١ وتولى رئاسة الكنيسة فى سنة ١٩٤٦ ومعظم بل يكاد كل الأساقفة الذين كان قد قام برشامتهم مشهود لهم بالقداسة والتقوى و أيضا لم تكن الأسقفية او الكهنوت ذو جذب مادى او معنوى حتى يلهس الناس وراءها.
وعلى الجانب الآخر الأهم لم يتم عمل أى محاكمات كنسية أو حتى مدنية للبابا يوساب الثانى وتلميذه “ملك” ولا يوجد دليل مادى او معنوى يثبت صحة هذه الإشاعات ومن هم الأساقفة الذين اشتروا كراسيهم بالمال!!
والقضية الوحيدة التي تمت هى دعوة تم رفعها من “ملك”تلميذ البابا لرفع أمر تحديد إقامته وكسب هذه القضية.
وكان قد تم تحديد إقامة “ملك” بأمر شفوى فى سبتمبر ١٩٥٢ ولكن حيث أن البابا يوساب الثانى كانت تربطه علاقة طيبه بمحمد نجيب نجح في إلغاء تحديد إقامة تلميذه المخلص والأمين “ملك” ولكن سرعان ما تم تحديد إقامته مرة ثانية فى ١٩٥٤ ولم يرجع مرة أخرى لخدمة البطريرك حتى نياحة البابا يوساب الثانى فى ١٣\١١\١٩٥٦
ومع ذلك استمر الهجوم على شخص البابا يوساب الثانى فالهدف كان واضح وضوح الشمس وهو شخص البابا يوساب الثانى.
وتم اختطاف البابا يوساب الثانى فى ذكرى يوليو ١٩٥٤ على يد جماعة الأمة القبطية المجرمة صناعة ناصر
وتم إجباره على التنازل عن كرسي البطريرك ولكن الدولة تدخلت وقبضت على هؤلاء الشباب لتثبت أنها ليست لها أي يد فى هذا الأمر وهى نفس السلطة التى أعطت تصريح لإنشاء هذه الجماعة وهى التى احلتها فى أوائل ١٩٥٤ قبل عملية الخطف حتى لا يكون لها اى سند قانونى في العمل أو تصريح من الدولة حسب الخطة الشريرة الموضوعة لعزل البابا يوساب.
ورغم أن البابا يوساب الثانى كان قد سامح هؤلاء الشباب إلا أن ناصر ظل يعذبهم فى السجون ولم يفرج عنهم حتى لا ينكشف الأمر ما عدا زعيمهم إبراهيم فهمى هلال تم الإفراج عنه بعد حبسه مدة حتى وفاة البابا وسافر إلى الخارج ولم يعود إلا قريبا وادلى بتصاريح صحفية يوضح فيها كاذبا بأنه البطل المغوار.
المهم بعد عودة البابا يوساب فى يوليو ١٩٥٤ تم إعفاء نجيب فى نوفمبر من نفس العام ولم يقدر البابا يوساب الثانى فى التدخل لعودة نجيب حيث كان منهك في صراع داخلى.
وفى نهاية ١٩٥٥ وبالتحديد في سبتمبر اجتمع ١٢ أسقف ومن بعدهم أعضاء المجلس الملى العام دون أي صفة وأخذوا قرار إعفاء البابا يوساب الثانى ونفذت الحكومة القرار على الفور !!
وتدخلت الكنيسة الإثيوبية و الأحباش و الإمبراطور هيلاسيلاسي لعودة البابا يوساب وعدم صلاحية هذا الوضع ولكن المجلس الملى العام ورجاله وقفوا أمام عودة البابا يوساب إلى النفس الأخير !!
ثم فى فبراير سنة ١٩٥٦ مات الوزير جندى عبد الملك وزير التموين فجاءة !! وكأنها عدالة السماء تتدخل .
ودعى البابا يوساب الثانى لمجمع مقدس فى دير المحرق حيث كانت إقامته بعد قرار إعفاءه
وقرر المجمع عودة البابا يوساب ولكن الدولة لم تنفذ القرار وفى مارس من نفس العام اجتمع المجمع المقدس مرتين مرة قررت فيه فشل المجلس البطريركي فى إدارة شئون الكنيسة وعدم صلاحية هذا الوضع
والمرة الثانية قررت عودة البابا يوساب الثانى ولكن الدولة لم تنفذ القرار!!!
وفى أواخر شهر مارس ١٩٥٦ ذهب الأنبا توماس سكرتير المجمع المقدس ومعه الأنبا ياكوبوس مطران القدس فى رحلة قطار الصعيد لتجميع توقيعات لعزل البابا يوساب وتجميد قضيته نهائيا ولكن إرادة السماء تدخلت ومات الإثنين .
وفى يونيو من نفس العام سنة ١٩٥٦ دعى البابا يوساب الثانى لعقد مجمع مقدس شامل فى دير المحرق للمرة الثانية وتم إقرار عوده البابا يوساب و وضع البابا الدولة في مأزق حيث قرر العودة بالقطار على الفور للدار البطريركية
ولكن الدولة ماطالت واخرت القطار حتى جهزت بعض الشباب وقفوا أمام الكنيسة بالعصي لمنع البابا يوساب
وتم إيداع البابا المظلوم مجبرا فى مستشفى القبطي حتى تنيح فى ١٣\١١\١٩٥٦ رغم محاولات عديدة لعودته عن طريق وزير التموين القبطي الذى جاء بعد وفاة جندى عبد الملك وهو الدكتور كمال رمزى استينو ولكن كل المحاولات باءت بالفشل
واستمرت الخطة الشريرة لعزل البابا يوساب الثانى حتى نياحته حيث ذهب فى غيبوبة بعد ان تدهورت صحته فجاءة داخل المستشفى والله أعلم بما حدث له
و أسرعوا فى نقله للدار البطريركية وتم تحنيط جسده
فالبابا يوساب الثانى البطريرك ال ١١٥” شهيد بدون سفك دم ”
ولكن الله الديان العادل سيظهر الحقيقة ولو بعد حين وستظهر الايادى البيضاء للبابا يوساب الثانى وتلميذه ملك وكل رجاله المخلصين على الكنيسة والأقباط والأوقاف القبطية.