أكد البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن يوم 14 أغسطس سنة 2013، وهو يوم حرق الكنائس على يد تنظيم الاخوان الإرهابي كان يوما صعبا جدا عليه.. وروى البابا ذكرياته عن ذلك اليوم وتفاصيل أخرى يذكرها لأول مرة في الجزء الثاني من الحوار الإنساني مع الكاتب الصحفي أحمد الخطيب في برنامج “كلم ربنا”على الراديو 9090 بمناسبة عيد القيامة.
* قداسة البابا.. ماذا عن لحظة صعبة في حياتك لها علاقة بالشأن العام في الفترة التي مرت بها مصر في عام 2013 ؟
– كنت ساعتها لسه في البطريركية بقالي شهور معدودة، ووصلتنا الاخبار من كل المحافظات، وطبعا الخوف الشديد اللي كان عندي كان على الوطن، لأن أي حاجة بتتهد من مباني حتى الكنايس هتتبني، دي مش القضية، لكن القضية سلامة الوطن.
* مؤكد ان الهدف هو إحداث فتنة بين المصريين وليس مجرد حرق المباني.. أليس كذلك؟
– البابا: بالطبع.. حوالي 100 كنيسة ومدرسة ومبنى اجتماعي وخدمات، تعرضوا للتمدير في هذه الأحداث التي كانت تهدف إلى الفتنة، كان عندي خوف شديد جدا وقتها على مصر وطبعا كنا لسه طالعين من 30 يونيو وقبلها من سنة حكم الاخوان المتعبة، فكان فيه مجموعة من المخاوف الشديدة، لكن أنا كان عندي ثقة داخلية إن دي غمة وهتعدي.
بماذا دعوت الله في هذه اللحظات العصيبة؟
كانت الدعوة يارب استر على الوطن يارب، واحفظ الوطن، واستر على الناس، واعطي هدوء واعطي سلام للعقول وساعتها قلت كلمة: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.. ونشكر ربنا، إن الكنايس اللي اتهدت اتبنت وطلعت وفرحنا كلنا ورئيس الجمهورية زار الكاتدارئية وعيّد في عيد الميلاد، وبقت عادة جميلة والكل فرح.
* يعني المحنة انقلبت إلى منحة؟
– طبعا .. نشكر لله عطاياه كثيرة.
* وما الوقت الذي تكلمت فيها مع الله في لحظة تمني ؟
– مواقف كتيرة .. لكن على المستوى الشخصي كنت باتمنى من صغري إن أدخل كلية الصيدلة، وحصل، ودي كنت باصلي من أجلها كتير.
* هل يوجد مواقف أخرى وتحتفظ بها في ذاكرتك؟
– أنا هاحكي عن موقف حصل لى وأنا أسقف، قبل البطريركية على طول، وكان موقف صعب جدا.. أنا ليا أختين بنات، واحدة منهم أصغر مني بـ12 سنة، وكان عندي دعوة أروح أمريكا لزيارة أحد الأباء الأساقفة هناك، وهي كانت تعبانة ومريضة لكن بتتعالج فسلمت عليها، قبل السفر بيوم، ووصلت فلوريدا مرهق جدا، فنمت 4 أو 5 ساعات، وقمت الصبح ففوجئت بتليفون يقولي إن أختي اتوفت، فرجعت على طول .. ركبت من أتلانتا لفرنكفورت لكايرو وبعد كده للإسكندرية، وطول الرحلة كنت بصلي ودموعي في عيني، وفاكر إن كان جنبي راكبة أجنبية كبيرة في السن، فالست طبطبت عليا، وقالت لي: إنت بتعيط ليه؟ فقلت لها إن أختي توفت، ففضلت تقول لي كلام لطيف كأنها أم، لكن طول الرحلة كنت بناجي ربنا وكنت حزين.. المواقف اللي زي دي بيكون فيها أنين، والأنين ده ما يُعبرش عنه بالحروف أبدا.. الأنين ده مشاعر من جوه بنبضات القلب هي اللي بترفع المشاعر لربنا.
* قداسة البابا تواضروس رمضان كريم وكل سنة وبدايتك بخير ؟
– رمضان كريم.. كل سنة وانتو طيبين وكل أهل مصر بخير، وطبعا وقت الصيام بيبقا وقت روحي للإنسان، وفرصة للعبادة، وفرصة للتقرب إلى الله، وفرصة لمراجعة النفس وفحص الذات، وفرصة للتنقية الداخلية، وفرصة إن الإنسان قلبه يرتفع نحو الله.