أصدرت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة حيثيات الحكم على قاتل الطالبة نيرة أشرف، التي راحت ضحية على يد زميلها الطالب بكلية الآداب بعدما سدد لها عددا من الطعنات خلال توجهها لأداء امتحانات نهاية العام الدراسي.
كانت المحكمة برئاسة المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين: سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبدالرازق، حاكمت المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة وقضت بإعدامه.
وأوضحت المحكمة، أن الطالبة استعانت به في تنفيذ أبحاث خاصة بها غير أنه بخيال أناني فاسد ظن ظنًا خاطئًا أنها أحبَّته، وتملكه هوى مَسعور أوهمَ به نفسه زورًا وبُهتانًا بهذا الزَّعم الزائف.
وكشفت حيثيات الحكم، أن المتهم استمر في التقرُب منها والتودُد إليها حتى أبدى رغبته في الارتباط بها قُبَيل امتحانات العام الجامعي 2021 لكنها رفضَته وانصرفت عنه، فراح يُلاحقها برسائله عبر حسابات مُسجلة باسمه على بعض مواقع التراسل الاجتماعي من الهاتفين النقالين الخاصين به، وتَملكه إحساسٌ جارف بحُب التملك وأخذ يُلاحقها بمَعسول الكلام تارةً، مثل قوله نصًا: “أنا محتاجلك أوي، أوعدك حتشوفي إنسان جديد، أنا اتغيرت جامد الفترة اللي فاتت، عملت حاجات غلط كتير بس عملت حاجات أحلى، طب والله وحشتيني، ووحشني صوتك”.
كما هددها تارةً أخرى مثل قوله نصًا: “بتاعتي وبس يا روح أمِّك، بمزاجك أو غصب عنك، ومفيش مَخلوق حيلمس شَعرة منك غيري، ومفيش دكر هييجي ناحيتك، يبقى حَد كدة يقربلك، أو انتي تقربي لحد، إنت لازم تسمعيني لو غصب عنك”، وأخذ يُلاحقها بفُحش القول لحظرها حساباته لمنع استقبال أحاديثه ورسائله، ثم لم ييأس، وتقدم لخِطبتها فرفضته وكذلك فَعَل أهلها، فعاد يُلاحقها في الواقع كما يُلاحقها في العالم الافتراضي.
وتضمن أمر الإحالة، أن المتهم وضع مخططا لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة موعدا لارتكاب جريمته ليقينه من تواجدها بها وعين يومئذ الحافلة التي تستقلها وركبها معها مخفيا سكينا بين طيات ملابسه وتتبعها حتى وصلت أمام الجامعة باغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضا على أثرها فتابع الاعتداء عليها بالطعنات ونحر عنقها قاصدا إزهاق روحها خلال محاولات البعض الذود عنها وتهديده إياهم محدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها”.
كما ذكرت المحكمة في حيثياتها أن المتهم تأثر بما تعرضه الدراما وقال للمجنى عليها “نهايتك على أيدي، شوفي محمد رمضان أو السقا يدربوكي بوكس علشان نهايتك على إيدي يا نيرة”.
وقالت المحكمة في الحيثيات: إن الخلافات استمرت بينهما وتنامَت بداخل المتهم رغبة الانتقام منها ثأرًا لكرامته فسَولت له نفسه الأمارة بالسوء ارتكاب أبشع الجرائم عند الله قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
وتابعت المحكمة في حيثياتها «استمرَّ في تهديدها بالقتل إن لم تستسلم له وتقبله شريكا في الحياة، فأرسل إليها في شهر رمضان من العام الجاري – 6/4/2022 – رسائل تهديد أخرى بالذبح عبر تطبيقات ورسائل التواصل الاجتماعي منها نصًا: “والله نهايتك على إيدي يا نيرة، تاني مفيش فايدة ودِيني لاقتلك وعرش ربنا ما سايبك تتهني لحظة، هدبحك، وديني لادبحك”.
وتابع المُدان في رسالته نصا: “دانا أدبحك أسهلي إنت حسابك معايا تقيل أوي، بلاش تزوديها عشان وعهد الله ما هسيب فيك حتة سليمة ويبقا حد غيري يلمس منك شَعرة، صحيح الفترة الجاية اتعلمي ضرب النار، أو شُـوفي محمد رمضان أو السقا يدربوكي بوكس علشان نهايتك على إيدي يا نيرة، أهو طالما الدنيا مجمعتناش تجمعنا الآخرة”.
وذكرت المحكمة في حيثياتها «والمَحكمةُ في نهاية حُكمها، تنوه بمناسبة هذه الدعوى، بأنه لمَّا كان قد شَاعَ في المُجتمع – مُـؤخرًا – ذبحُ الضحايا بغَـير ذَنبٍ جَهارًا نهارًا والمَهوسُـونَ بالمِـيديا يـَبثُون الجُـرمَ على المَلأ فيرتاع الآمنونَ خَوفًا وهلعا، وما يَـلبَث المُجتمع أن يُفجَــعْ بمثلِ ذاتِ الجُـرم من جديد، فمِـن هذا المُنطلَـقِ، ألَـمْ يأنِ للمُـشرع أنْ يَجعلَ تنفيذ العقابِ بالحَق مَشهودًا، مِثلما الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ صَار مَشهودًا».
وأضافت المحكمة : «الأمر الذي مَعه تُـهيبُ المَحكمةُ بالمشرع، أنْ يَـتَـناولَ بالتعديلِ نَصَ المادةِ الخامسةِ والستين، من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعي المُنظمةِ لتنفيذِ عُـقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مُصَورةً على الهواءِ، ولو في جُــزءٍ يَسيرٍ من بَـدءِ إجراءاتِ هذا التنفيذ، فقد يكونُ في ذلكَ، ما يُحَـقــقُ الــرَّدعَ العامَ المُبتَـغَى الذي لم يَتحَقـق – بَعـد – بإذاعة مَنطوق الأحكام وَحــدَه. ﴿ويَشفِ صُدورَ قـومٍ مُؤمنين ويُذهِـبْ غيظَ قلوبهم﴾.