ليست مجرد مباراة في كرة القدم، أو منافسة في أحد الدوريات الأوروبية، بل هو اللقاء الأكثر إثارة عالميا بين جميع الديربيات، حتى وإن لم تكن نتائجه مؤثرة في واقع و مجريات المسابقة.
ريال مدريد وبرشلونة يخوضان اليوم مباراة الكلاسيكو رقم 34 في تاريخ كأس إسبانيا، وسط صحوة كتالونية تمنحه الأفضلية، بينما لم يزل فريق العاصمة يعاني في مناطق الهجوم بسبب غياب نجمه البرتغالي رونالدو المنتقل إلى يوفنتوس في الصيف الماضي.
ولأنها المباراة الأشرس في التاريخ، فقد حمل تاريخ مواجهات الكلاسيكو مواقفا لن تُمحى من ذاكرة الجماهير أو حتى اللاعبين، فإذا سلمنا بأن الإحتراف هو السمة الغالبة في كرة القدم، لكن هذا المبدأ يتم ترجمته إلى مصطلح “الخيانة” حال أراد لاعب أن ينتقل من فريق إلى الغريم الآخر.
في صيف عام 2000 كان اللاعب رقم 7 في برشلونة معشوق كتالونيا الأوحد، اهتم به مدرب الفريق يوهان كرويف ونقله من مراكز منتصف الملعب العقيمة هجوميا إلى الجناح الأيمن ليواجه “لويس فيجو” مصيرا أكثر براعة ونجومية ويحصد حينها لقب الأفضل أوروبيا.
على الجانب الآخر كان فلورنتينو بيريز الرئيس الحالي للنادي الملكي يخوض تجربته الإنتخابية لرئاسة النادي، ويطلق وعودا للأعضاء والجماهير وكان أبرزها الحصول على توقيع لويس نجم برشلونة للانضمام إلى كتيبة ريال مدريد، وقد تحقق له ما أراد وبالفعل لبى وعده وأحضر فيجو إلى الريال في مفاجأة من العيار الثقيل مقابل 60 مليون يورو وهو مبلغ فسخ العقد في صيف عام 2000, وذلك على الرغم من اتفاق فيغو مع رئيس برشلونة آنذاك غاسبارت علي تجديد العقد.
المشهد يبدو يوم 21 أكتوبر عام 2000 محتدما أمام بوابات ستاد كامب نو معقل برشلونة قبيل سويعات من انطلاق أول كلاسيكو لـ فيجو بألوان الريال، الشرطة تنتشر في جميع الأرجاء أملا في أن يمر اليوم بسلام، وسط تحفز من جماهير البارسا ضد الخائن فيجو – كما وصفوه -.
جماهير برشلونة وضعت خطة الهجوم على البرتغالي، فقاموا بتوزيع أنفسهم جيدًا، عند مهبط طائرة الميرنجي، وعلى جنبات طريق الحافلة مسلحين بالهتافات العدائية والطوب والزجاجات الفارغة، يستهدفون البرتغالي الخائن أو كما أطلقوا عليه ليلتها: يهوذا.
فيجو نزل إلى الأرض الملعب تصم آذانه صافرات الاستهجان بينما تقدم اللاعب إلى العشب الأخضر رافضا الجلوس على دكة البدلاء إذعانا لتحذيرات زملائه، عبارات الخائن وألفاظ خارجة مُني بها اللاعب فضلا عن كمية لا بأس بها من زجاجات المياة التي أُلقيت على جانب الملعب الذي يتواجد فيه فيجو، لكن ما ظل ثابتا في الأذهان رأس الخنزير التي ألقيت على فيجو في واقعة من أغرب وقائع الكلاسيكو.
انتهت المباراة بهدفين دون مقابل لبرشلونة، وهي النتيجة التي ربما ضمنت لفريق الريال واللاعب لويس فيجو خروجا آمنا من ملعب الكامب نو حينها.
أبرز من علق على هذه الواقعة لويس انريكي لاعب برشلونة السابق حين قال “كنت أعتقد ان الجماهير سوف تلقي عليه خنزير كامل، أنا صديق لفيغو لكن الأمر أشبه بانتقال جيجز إلى السيتي.”