رغم أنه ولد قبل مولد أبي بسنتين ، فقد كنّا صديقين مقربين لعدة سنوات.
وقبيل وفاته (1987) بيوم واحدٍ كان يتعشي ببيتي ويقص عليّ تفاصيل الظلم الذى تعرض له من هيئة الآثار المصرية ومن رئيسها أحمد قدري الذى كان يُنكر أن كمال الملّاخ هو من إكتشف مراكب الشمس (مراكب الملك خوفو) سنة 1955.
كان
صحفياً
و مهندساً معمارياً
و كاتباً
و رساماً
و خبير مصريات
و مؤلف أروع كتاب عن مقبرة الملك توت عنخ آمون (كتبه بالإنجليزية ونشرته ال Newsweek ).
و مكتشف مراكب الشمس.
عندما إكتشف مراكب الشمس سنة 1955 بدأ أحمد قدري (الذى سيصبح لاحقاً رئيس هيئة الآثار) حربه ضد الملّاخ. وكان جمال عبدالناصر يكره قدري و يحب الملّاخ ، لذلك قام بعد أيام من إكتشاف مراكب الشمس بزيارة المراكب وكان فى إستقباله كمال الملّاخ. وكانت هذه الزيارة سنداً و دعماً كبيرين جداً للملّاخ (وضد أحمد قدري).
حكى لي الملّاخ أنه شعر بوخزة فى قلبه عندما همس له عبدالناصر فى أذنه : “أنا جيت عشانك مش عشان الزبالة دي”. وكانت مراكب الشمس هى “الزبالة دي” !!
سألته مرة : ما معنى الملّاخ ؟
فقال لي : هو الشخص الذى يجر السفن فى النيل بحبل وهو يسير على ضفة النهر.
بعد وفاته (1987) بسنتين (فى 1989) كنت (لمدة شهر) أستاذاً زائراً بجامعة كولورادو فى الولايات المتحدة. وكم كنت سعيداً عندما إكتشفت أن أحد أهم عمداء كليات الجامعة هو رجائي الملّاخ شقيق كمال الملًاخ.
وبسبب كمال الملّاخ صرتُ مولعاً بأسرتين من أسر المملكة المصرية القديمة وهما الأسرة ال 19 والأسرة ال 20 … وصرتُ أندهش عندما أكتشف أن مثقفين مصريين كثيرين لا يستطيعون ذكر أسماء ملوك الأسرتين بترتيبهم الزمني من الذاكرة !