فى تذكار القديس مكاريوس الكبير .. الشهيد الأنبا إبيفانيوس رئيس دير ابو مقار المتنيح ..العالم البسيط والمتواضع

الانبا أبيفانيوس الذي تفوق على ذاته ..

١- ذلك القديس: قديس بكل ما تحمله الكلمة من معنى واضح، لانه يعيش ما يقوله، ويقول ما يعيش. يحمل في ذاته سمات المسيح، يضع في قلبه وعقله محبة المسيح للكل، فهو بحق قديس، لأنه ابن حقيقي للقدوس. ٢- ذلك البسيط والمتواضع: شخص يحمل في ذاته البساطة الشديدة الغير متكلفة، فهو غير متصنع للبساطة، بل هو يحيا حياة البساطة، فقد اكتشف البعض إنه ليس راهبًا عاديًا بل أسقفًا حين قد نادوه، سيدنا الأسقف الانبا أبيفانيوس، وقتما كان يجلس في محاضرات، كأي راهب عادي يستمع للفقرات المُقدمة. فقد كان غير مُهتم أبدًا بالتحيات والألحان التي تُقال للأسقف كغيره أيضًا من الأساقفة، بل رسم لنفسه البساطة لأن قلبه بسيط، حتى لم يجعل الشعب يُقبِّل يده، ولَم يدافع مرة بسلطانه كأسقف، بل دائمًا يتكلم من قلبه وعلمه. فقد كانت المحبة سلطانه. ٣- ذلك العالم الجليل: الذي تفوق على كل من سبقوه، حتى من عاصروه وحتى يومنا هذا. العالم المُتقِّن للغات القديمة بإجادة تامة، قبطي صعيدي وبحيري، يوناني قديم، عبري قديم. علاوة على اللُّغات الحديثة كالإنجليزية والفرنسية. هذا العالم الليتورجي العظيم، متمكن في قراءة المخطوطات الليتورجية، قارئ لنصوص الاباء بلغاتها اليونانية القديمة، يقرأ نصوص الكتاب المقدس بلغتها الاصلية، وفِي علم التراث العربي المسيحي له باع عظيم فيه، عقائديًا ولاهوتيًا فاق اقرناءه، وقد بدأ مشوار الحوارات المسكونية مع أخيه العالم الكبير الانبا بيشوي، الذي لم ولن يفوقه أحد في مجال الحوارات المسكونية بخبراته وعلاقاته ولاهوته، الاَّ أن أخيه قد شاركه لبضع سنوات معدودة. ٤- ذلك الباحث الجليل: لقد درس وتعلم على ايدى مدرسين كبار، وأتذكر منهم العالم الكبير القمص شنودة ماهر، فهو استاذ الأساتذة. وتعلم أيضًا في الديِّر، حيث علم نفسه بنفسه، واصبح باحث كبير، باحث جدير بالاهتمام وأبحاثه تفوق الوصف، وإنتاجه غزير، فهو انتاج ليس لشخص عادي، بل لأحد علماء القبطيات في العصر الحديث. إن الحديث عن ذلك الشخص العظيم، لا يمكن أن يوفي حقه مطلقًا، فالكلام يعجز عن ادراكه، أو وصفه، ولكن يبقى محظوظًا كل من تعامل معه وتلامسه عن قرب، يحبه ويجد فيه ملاذه، بل يجد نفسه فيه، قد يكون لألم ذاقه كليهما، فحريٌ بِنَا أن نتذكره دائمًا بالخير والحب ونسعى ان نتمثل به ونحيا كما عاش. فنحن نفتقدك، فكلنا ذاهبون إليك، ولا تبقى سوا محبتنا بعضنا لبعض!