كان هذا القديس قد تثقف بعلوم كثيرة. وبعد نياحة والديه أخذ أمواله وبنى بها داراً لضيافة الغرباء، ووزع الباقي على الفقراء. ولما وصل خبره إلى الملك أونوريوس أُعجب به ودعاه إليه وجعله معه في القصر. ولما رأي القديس إكرام الناس له خشي أن يضيع تعبه، فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضى إلى جبلة، وهناك سكن في دير يرأسه راهب قديس. ثم جدد له الملك ثيئودوسيوس ديراً آخر أقام فيه وصار معزياً لنفوس كثيرة مداوماً على تعليم الرهبان حتى صاروا قديسين كالملائكة. وقد أجرى الرب على يديه آيات كثيرة منها إخراج روح نجس من ابنة والى جبلة.
وقد رأي أسقف جبلة رؤيا بأن القديس سوريانوس سيجلس على كرسيه من بعده، فأعلم بها شعبه وبعد نياحته رسموه أسقفاً عليها. فاجتهد في رعاية شعبه، حتى آمن على يديه كثيرون من اليهود والوثنيين والسحرة.