إنتشرت بدعة غريبة في السنين الأخيرة في الكنيسة وهي محاولة إثبات وإعلان قداسة بعض المُنتقلين من الإكليروس عن طريق إثبات وتأكيد أن أجسادهم لم تتحلَّل !..
وتزايدت محاولات البعض لفتح الصناديق التي تحمل أجسادهم بعد سنوات من الإنتقال لإثبات عدم التحلَّل ..
والأصعب أن يتم تصويرهم ووضع هذه الصور في وسائل الإتصال الإجتماعي
والعجيب أن من نُحاول إثبات عدم تَحلُّل أجسادهم كلهم من الإكليروس ولا يوجد أحد من العلمانيين ولا أعرف لماذا (أو أعرف وأحتفظ بالسبب لنفسي)
بداية يجب أن نعرف أن المواقف التي ذُكِرَ فيها وضع الأجساد بعد الموت لرجال الله في أسفار الكتاب المقدس هما أليشع النبي وداود النبي وموسي النبي ..
أليشع النبي تَحلَّل جسده بالكامل وتبقي منه فقط العظام التي أقامت ميت (٢مل ١٣: ٢١)
وداود النبي الذي تَحلَّل جسده (رأي فساداً) كما أعلن القديس بطرس في عظة يوم الخمسين (أع ٢: ٢٩- ٣١)
الأهم (والجدير بالتفكير) موقف رئيس الملائكة ميخائيل من جسد موسي النبي (بعد موته) وكيف أخفاه عن الشعب لكي لا يعبدوه وكانت محاولات الشيطان إظهار الجسد للناس لكي يُبعدهم عن عبادة الله (يه ١: ٩)
وفرق كبير بين أن يُظهر الله (بنفسه) كرامة أولاده (مثل اليشع النبي والقديس الأنبا بيشوي) .. وبين أن نُشيع نحن عن البعض دون ضابط أو رابط ..
وما هو الهدف من هذا العبث سوي المزيد من الهروب من واقعنا وآلامنا (في شركتنا مع المصلوب) إلي مُستنقع الغيبيات، وما أصعب أن تختفي أهداف مادية وراء كل هذا ..
وماذا سنقول لأولادنا إذا عرفوا إمكانية الحفاظ علي جسد الميت دون تحلُّله ودون الإحتياج إلي القداسة سواء بالطرق القديمة (مثل التحنيط عند الفراعنة) أو الطرق الحديثة ..
وإذا داومنا علي هذا العبث (فتح الصناديق وإعلان عدم تَحلُّل الجسد) سيرفض أطفالنا يوما ما عقيدة الشركة مع القديسين بل ورُبَّما الإيمان كله، لأنه إذا إختلط الإيمان النقي بالخُزعبلات وإكتشف أولادنا وأحفادنا زيف هذه الغيبيات رُبما (للأسف) يعتبر حتي الإيمان النقي مجرد خزعبلات !!..
“انظروا الي نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بايمانهم” (عب ١٣: ٧)
هذا هو تعليم الكتاب بعهديه القديم والجديد في ضرورة التَمَثُّل بالقديسين وفضائلهم .. سواء بقيت أجسادهم كما هي أم تحلَّلت، ولا نحتاج لفتح الصناديق بل يجب أن لا نفتحها !