وُلِدَ بمنوف من أبوين مسيحيين غنيين، فربياه بالتربية المسيحية وأدباه بالآداب الإنجيلية، فلما كبر اشتاق إلى السيرة الرهبانية، فقصد بلاد أخميم ومن هناك وصل إلى القديس باخوميوس أب الشركة، حيث ألبسه ثياب الرهبنة وأقام عنده ثلاثاً وعشرين سنة بالنُسك والعبادة الحارة، ثم سمح له القديس باخوميوس بالتوحُّد في إحدى المغارات فعاش فيها يشتغل بصناعة الشباك وكان أحد المؤمنين يبيع له عمل يديه ويشترى له احتياجاته ويوزع الباقي على الفقراء، وأقام في هذه المغارة ست عشرة سنة يأكل فيها عند مساء كل يوم بعض الفول المبلول المملح، وكان يستر جسده بقطع من الخيش. حورب كثيراً من الشياطين، وكانوا يزعجونه بأصوات غريبة وخيالات مخيفة، فكان ينتصر عليهم بقوة الصلاة واللجوء إلى الله.
لما دنت وفاته، أرسل الرجل الذي يخدمه إلى القديس تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس يستدعيه، فلما حضر تبارك منه، ثم قاما وصلَّيا، ثم رقد متجهاً إلى الشرق، وأسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه. فأرسل القديس تادرس إلى الدير، فحضر الرهبان وحملوه إلى الكنيسة وصلُّوا عليه ثم وضعوه مع أجساد القديسين.