23 عام على غزوة قرية دميان الشرقية
قرية كفر دميان
مركز شرطة الإبراهيمية محافظة الشرقية السبت 17/2/1996
قرية كفر دميان :
سميت على اسم أحد المسيحيين دميان جرجس الذي كان يمتلك مساحات شاسعة من الأراضي من بعضهم – ويقطن القرية أقباط فقط وتحوط بهذه القرية العزب الآتية : عزبة فهمي غالي – عزبة عبد الملاك ويقطنها أقباط أيضا – أما العزب الآتية وهي عزبة المحمودي وعزبة عشماوي وكفر الشيخ الظاهري والشرانية والمجفف ومنزل حيان وهي قرية مجاورة لكفر دميان جميع سكانها من المسلمين – ويبلغ عدد منازل المسيحيين بقرية كفر دميان 75 منزلا للأقباط وعددهم 600 مسيحي / أما عزبة غالي بها 7 منازل للأقباط / وعزبة عبد الملاك بها 12 منزلا للأقباط .
كنيسة السيدة العذراء بكفر دميان :
أنشئت بقرار جمهوري عام 1977 وكانت تمارس بها الشعائر الدينية منذ تاريخ إنشائها حتى اليوم ولم يغضب المسلمون .. وكاهن الكنيسة هو القس برسوم عياد ناشد .
بداية الأحداث :
في خلال شهر فبراير 1996 (الأسبوع الأخير من شهر رمضان) قام الخفير شعبان الديب المعين من قبل مديرية أمن الشرقية لحراسة كنيسة السيدة العذراء بكفر دميان بتحرير محضر بمركز الشرطة ضد القس برسوم عياد راعي الكنيسة بمقولة أن القس يبني غرفة داخل حرم الكنيسة وأنه أدخل إلى فنائها 2000 طوبة تمهيدا للبناء واستدعى القس لمركز الشرطة وأجاب على المحضر أن الطوب الذي أحضره من نوع الطوب اللبن الذي يستخدم لترميم الفرن البلدي الذي يصنع فيه القربان المقدس المستخدم في تأدية الشعائر الدينية وقام العقيد محمد أبو حليمة مأمور الشرطة بالانتقال إلى كفر دميان بمعاينة الواقعة على الطبيعة وذلك في حضور أعضاء مجلس الشعب عصام قوره وأبو المجد نصار وعندما عرض الأمر على اللواء حسني الديب مدير أمن الشرقية الذي اقترح إيفاد مساعده . لدراسة الحالة بعد اعتراض أشرف الدواخلي ضابط مباحث الشرطة على الإقتراح الأول لمدير الأمن بالتصريح للقس ببناء أسوار للكنيسة وترميم فرن القربان وذلك بمقولة أن غرفة القربان مضافة إلى الكنيسة وأن الرسم الهندسي للكنيسة ليس به أسوار وغرفة للقربان .
بداية الهجوم التتاري :
صباح السبت 17/2/1996 وفي تمام الساعة الحادية عشر حضر إلى قرية كفر دميان اللواء أحمد سليم مساعد مدير الأمن وبرفقته ورئيس مجلس مدينة الإبراهيمية وزار كنيسة السيدة العذراء وأفهم الكاهن رفض السلطات المختصة قيام القس بترميم الفرن وبناء أسوار للكنيسة بمقولة أنها غير مدرجة بالرسم الهندسي رغم صدور قرار جمهوري ببنائها في عام 1997 .
الإسلام هو الحل :
في الأسبوع الأخير من رمضان وعقب قيام الخفير شعبان الديب بتحرير محضر بالشرطة ضد القس برسوم عياد راعي كنيسة السيدة العذراء بكفر دميان قامت ميكروفونات مساجد القرى المجاورة لكفر دميان ، وهي عزبة المحمودي وعزبة عشماوي .
وكفر الشيخ الظواهري والشرانية والجفف ومنزل حيان وهي قرى جميع سكانها من المسلمين تعلن ليل نهار عن أن الأقباط سيبنون معبدا داخل الكنيسة وأن الأمريكان سيأتون إلى الشرقية ودعوا الناس إلى الهجوم على الأقباط حتى لا تتحول القرية إلى معسكر أمريكي وصهيوني كافر وأن الإسلام هو الحل .
غياب الدولة :
كانت الدعوة إلى الهجوم على الأقباط تعلن ليلا ونهارا في مساجد القرى المجاورة لكفر دميان الشعارات السابقة ولم يتحرك أحد من المسئولين لوقف هذا الهجوم . أمر المشرفين على هذه المساجد بالكف عن هذه الإثارة وكان الواجب على الشرطة ألا تترك الموضوع لخفير – خاصة بعد أن تفاقم وتحول إلى نار تحت الرماد – كان يجب على الشرطة أن تتولاه بنفسها وتتأكد من حقيقته بنفسها وتصعد الإتصالات إلى مؤسسات سياسية أخرى لحلها .
تغيير وردية الشرطة :
كان يتم تغيير وردية الشرطة التي كانت تقف عند مدخل القرية في الزقازيق وليس عند مدخل القرية واستغل مثيرو الفتنة فترة تغيير الوردية وهجموا على القرية .
الهجوم على القرية :
بعد خروج مساعد مدير الأمن اللواء أحمد سليم والقوة المرافقة له من الكنيسة يوم 17/2/1996 وإثر مغادرتهم القرية الساعة الحادية عشر صباحا فوجئت القرية بالهجمة التترية كانوا يحملون الفئوس وكان بعضهم قد أتى بسيارات والعض الآخر بدواب حملوها ما جردوا البيوت منه من أجهزة كهربائية ومقتنيات وأسرعوا بها إلى قراهم المجاورة وأكد الأهالي أنهم 2000 مواطن من أبناء القرى المجاورة وكانوا يهتفون هتافات إسلامية وهي “لا إله إلا الله … الله أكبر .. الإسلام هو الحل” ونفي نفس الوقت يلقون بكرات النار المشتعلة بالكبريت على المنازل والمتاجر ، ويتسلقون الأشجار ويلقون بكرات النار على المنازل وبعدها أحرقوا الأشجار أيضا – وفريق آخر استخدم الفئوس في تكسير محتويات المنازل وإتلاف الأثاث والأجهزة المنزلية – وفريق ثالث يهجم على المتاجر والمنازل ينهب ما بها من مقتنيات وأجهزة – وخرجت السيدات يحملن الأطفال هائمات على وجوههن في الشوارع ذعرا وخوفا وتركوا منازلهن للغوغاة من أبناء عزبة المحمودية وكان من المهاجمين المحامي والمهندس وعدد من الأهالي والأحداث الذين يبغ أعمارهم ما بين 15-17 سنة .
وخلال أقل من نصف ساعة حرقوا حجرة القسيس وسطح الكنيسة وامتدت يد الخراب والدمار إلى عزبتي غالي وعبد الملاك لتدمر وتحرق في طريقها المنازل والمواشي والزرع والأشجار وماكينات الري وتسلب الأموال والحلى والمجوهرات والأجهزة الكهربائية – وتأتي قوات الأمن بعد وقوع الجريمة لتحاصر منطقة الأحداث وتلقي القبض على أكثر من 80 شخصا وتتحفظ على راعي الكنيسة داخل مديرية الشرقية وقالت مجلة روز اليوسف في عددها الصادر في 4 مارس 1996 – العدد 3534 – أن المهاجمين على القرية تزعمهم محامي معروف اسمه ع. ع.
الخسائر المادية :
احترق حوالي 42 منزلا بقرية كفر جميان وأكلت النيران بعضها بالكامل ونفقت الماشية وبلغت الخسائر المادية حوالي 5 مليون جنيه وهي تمثل خسارة المنازل المحترقة والمنهوبة وقيمة إتلاف محتوياتها وقيمة المتاجر المحترقة ومخازن الأرز والمحصولات الزراعية وماكينات الري والمياه وبذلك تكون الحرائق قد أتت على معظم بيوت كفر دميان بعد نهب محتوياتها .
– أما عزبة فهمي غالي والتي تبعد 2 كيلو من كفر دميان فقد احترقت بها ثلاثة منازل للمسيحيين .
– وعزبة عبد الملاك المجاورة لها فقد قام مثيرو الحادث بإحراق أربعة منازل للمسيحيين ونهبوا محتوياتها .
المصابون :
أصيب ثلاثة مواطنين مسيحيين من جراء هذه الأحداث أبرزهم باهي صليب دميان صاحب متجر بقرية كفر دميان وهو صاحب متجر يقوم بتوزيع مقررات التموين المخصصة للأهالي وقد أصيب باهي صليب بإصابات بالغة استدعت نقله لمستشفى الزقازيق العام بعد أن نهبوا محتويات محله وسرقوا 8000 جنيه من خزينة متجره .
إيقاف الشرطة لأقباط :
قبضت الشرطة على عطية يونان وزوجته صوفية وديع عبده وهما فلاحان عند عودتهما من الحقل إلى قرية كفر دميان محل مسكنهما كما قبضت الشرطة على شوقي عوض فلاح بعد أن اتهمه المسلمون بأنه كان يشارك في إشعال الحرائق وكذا قبضت الشرطة على هاني ميخائيل عبد املك وهو تلميذ في أثناء عودته من المدرسة ومن المعروف أن الشرطة قبضت على 80 مواطنا إسلاميا .
شهود حادث قرية كفر دميان الشرقية :
1- القس / برسوم عماد ناشد – كاهن الكنيسة راعي كنيسة السيدة العذراء بكفر دميان – حاول بناء وتجديد فرن بلدي داخل الكنيسة لعمل القربان المقدس والذي يقدمه كذبيحة لله في الصلاة وللتناول من الأسرار المقدسة لكنيسته والصادر بإنشائها ترخيص بقرار من السيد رئيس الجمهورية سنة 1977.
2- السيد / شعبان الديب حارس الكنيسة – يعمل خفير من قبل مدير أمن الشرقية لحراسة كنيسة السيدة العذراء بكفر دميان أثار المسلمين من القرى المجاورة بسبب محاولة القس برسوم عياد بناء وتجديد فرن بلدي داخل الكنيسة ويبدو أن الشرطة قد عينته خفيرا نظاميا تابعا لها ليقف على باب كنيسة السيدة العذراء بكفر دميان ليس لحراستها وتأمينها ولكن لكي ينقل لرؤسائه أن القس / برسوم عياد ينوي بناء فرن داخل أرض الكنيسة ويشتبك معه في مشاجرة بسبب ذلك ويحرر محضر ضد القس بالشرطة .
3- دكتور حسين رمزي كاظم – محافظة الشرقية – يعمل محافظا للشرقية قرر أنه ترك معالجة الأحداث للأمن واعتذر للوفد الذي ذهب لمقابلته لعرض مأساة أهالي قرية كفر دميان ممن حرقت منازلهم بعد أن نهبت وقرر المحافظ أنه ليس لدى المحافظة بند مالي لصرف تعويضات وأضاف المحافظ في أقواله أن الأقباط أثرياء وهم سيدفعون التعويضات .