وُلِدَ هذا القديس بإحدى بلاد الفرس من أبوين مسيحيين، فربياه على الآداب المسيحية. ولما صار شاباً تجنَّد وتدرَّج في مراتب الجُندية حتى صار قائد مئة، وبعد ذلك أحب العزلة والعبادة وترك العالم وترَّهب بأحد أديرة المشرق. ولما اشتهرت فضائله رسموه قساً على ذلك الدير، فنما في حياة التقشف وملازمة الصوم والصلاة، ثم أقام على صخرة عالية مدة ثلاث سنين.وفي أحد الأيام سمع صوتاً يدعوه باسمه ويأمره أن ينزل من على الصخرة، فنزل لوقته ورأى صليباً من نور يتقدمه إلى أن أتى إلى جبل عالٍ فمكث هناك مدة من الزمان ثم أوحى إليه من الله أن يأتي إلى قرب القسطنطينية فأتى إلى ضيعة قريبة منها وأقام على صخرة على شكل عمود مدة خمسة وأربعين سنة يجاهد جهاداً روحياً شاقاً فأعطاه الله موهبة النبوة وعمل المعجزات، فكان يشفي كل من يقصده، ولما أكمل سعيه المقدس تنيَّح بسلام. بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.