استشهد القديس أباكلوج القس، الذي من بلدة الفنت (الفنت: قرية تابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف)، من أبوين مسيحيين، كان والده ديوسقوروس وأمه أوفومية، ربيّاه تربية مسيحية وتعلَّم العلوم الكنسية في كُتَّاب القرية، وظهرت عليه علامات القداسة منذ صغره، وكان عطوفاً على الفقراء محباً للمساكين.
ولما رأى الشعب كثرة فضائله، قدَّموه إلى الأب الأسقف فرسمه قساً على كنيسة القرية، وأثناء الرسامة سمع الجميع صوتاً يقول “مستحقٌ.. مستحقٌ.. مستحقٌ”، ورعى شعبه بأمانة واستقامة حتى انتشرت رائحة سيرته الزكية في كل مكان، واشتهي القديس يوليوس الأقفهصي أن يراه، فجاء إليه مع بعض غلمانه وتبارك منه ثم أخذه إلى قريته أقفهص (أقفهص: قرية مازالت بنفس اسمها بجوار الفنت) حيث ظَلَّ فيها عدة أيام ثم عاد إلى بلده.
اشتد الاضطهاد على المسيحيين، وجاء إريانوس الوالي إلى الفنت لإجبار الناس على عبادة الأوثان، ولما أحسَّ أباكلوج بقدومه، جمع شعبه في الكنيسة وأقام لهم قداساً ووعظهم على الثبات في الإيمان حتى النفس الأخير. ثم ذهب إلى إريانوس واعترف أمامه بالسيد المسيح فقبض عليه وحاول أن يغريه بالمناصب العالية فرفض، فتوعَّده بأشد أنواع العذاب ولكن القديس استهان بالعذاب وثَبَتَ على إيمانه المستقيم، فعذبه الوالي بعذابات كثيرة، وأخذه إلى أهناسيا (أهناسيا: مدينة أثرية قديمة تقع على بعد ٢٤ كيلومتراً غرب مدينة بنى سويف) حيث أعاد محاكمته وتعذيبه، وكان ملاك الرب يقويه ويشدّده، وحدثت منه بعض المعجزات فأمر الوالي بإعادته إلى بلده وقطع رأسه هناك ونال إكليل الشهادة، ومازال جسده يوجد في أنبوبة في الكنيسة التي تحمل اسمه بالفنت.