ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالمقر البابوي بالكاتدرائية العباسية،
وتناول جزءًا من الأصحاح الرابع في إنجيل معلمنا يوحنا (الأعداد من ٧ إلى ١٨)، وأشار قداسته إلى موضوع الأحد المقبل وهو “أحد السامرية” (أحد النُص)، وكيف نتعامل مع الخاطئ (المنحرف) بصورة إيجابية، كما تعامل السيد المسيح مع المرأة السامرية المنعزلة والمنبوذة من المجتمع، واتّخذ قصة السامرية كنموذج في معناه الأسري والاجتماعي.
وبدأ قداسة البابا بتعريف الانحراف ككسر للمعايير المجتمعية، وأشكاله المختلفة، واختّص الانحراف عن القيمة بالنسبة لصورة الأب أو الأم داخل البيت، واستعرض الأسباب التي قد تؤدي إلى انحراف أي شخص في المجتمع:
– أن ينشأ في أسرة غير مترابطة.
– أن ينشأ في مؤسسة تعليمية ضعيفة.
– أن ينشأ منذ صغره في فراغ وبدون هواية.
– الفقر الشديد أو الغنى الشديد.
– الاستخدام السيء لشبكة الانترنت والميديا بشكل عام.
– رفقاء السوء.
– التحرش والتنمر المنتشر في المجتمع الآن.
– الحروب والأزمات في الدول.
وأكّد قداسته على أن السبب الأساسي والدافع الأول في انحراف الزوج أو الزوجة هو “الإهمال”، وأن السبب في انحراف أحد الطرفين هو إهمال الآخر له، ومن خلال قصة السامرية أوضح كيف يُنظر للإنسان المنحرف، كالتالي:
١- نظرة المجتمع للمنحرف (فضيحة) : أنه إنسان غير مقبول، كما فعلت السامرية عندما ذهبت لتستقي في الظهيرة.
٢- نظرة الأسرة للمنحرف (عدم حكمة) : عندما يكتشف أحد الزوجين انحراف الطرف الآخر يفقد السيطرة على نفسه، ولا يتعامل مع الأمر بحكمة، بل يقع في خطايا متعددة، مثل الغضب والإدانة والعنف اللفظي.
٣- نظرة الله للمنحرف (تراؤف واحتضان) : الله ينتظر باستمرار عودة الإنسان الخاطئ، بل يُرتب بعض الأمور ليسمع الخاطئ جرس إنذار، مثال أن يُعطي هدوءًا للطرف الآخر في استقبال الخطأ بروية وتعقل.
وأوصى قداسة البابا بعلاج الانحراف من خلال:
١- الاتجاه إلى الله بالصلاة، لأن الصلاة تصنع المعجزات وتُنقذ الإنسان من مستنقع الخطية، “طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ” (مت ٥: ٦).