كان اقربهم الانبا رافائيل وابعدهم الانبا توماس : الانبا يوليوس احدث المحاولين للحصول على لقب “الاسقف الحديدى ” خلفا للعملاق المطران الانبا بيشوى
سيظل التاريخ الكنسى المعاصر ذاكرا بقوة مثلث الرحمات العملاق المطران الانبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية لسنيين طويلة , وقد كان العملاق المتنيح يمتلك علما لاهوتيا وكنسيا ورعويا غزيرا وعميقا وكان المتنيح يمتلك صفات شخصية قوية ومؤثرة نادرا مايتمتع بها رجل دين لذلك كان مقنعا بشدة لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث فأولاه العديد من المناصب الكنسية الرفيعة واوكل له المهام الكنسية التى لايؤتمن عليها احد وكانت قوة شخصيته فى المهام الكنسية مع الكنائس الاخرى والمجالس الكنسية العالمية والدولية والاقليمية والمحلية فكان الجميع يقدر شأن المطران الجليل بل حتى فى الامور العامة والرسمية كانت له مواقف تجلجل الجميع من قوة شخصيته وتعبيره وكان فى المجالس الاكليركية يخشاه الجميع , وقد كان صاحب امكانيات وقدرات شخصية جعلته الملقب ” الاسقف الحديدى ”
ومنذ انتقال العملاق مثلث الرحمات المطران الانبا بيشوى وهناك اساقفة ” يبدو ” من تصرفاتهم انهم يحاولون ان يحظو بلقب ” الاسقف الحديدى ” فى حبرية البابا تواضروس الثانى.
لعل اولهم وابعدهم كان المطران الانبا توماس مطران القوصية ومير , حيث اقترب بشدة من المحيط البابوى لكى يختار كأول سكرتير مجمع مقدس للكنيسة القبطية فى حبرية البابا تواضروس الثانى خلف للعملاق المطران الانبا بيشوى وكاد ان يصل اليها الاان مشاورات البابا تواضروس “كما علمت مسيحيو مصر” مع عدد من المطارنة الكبار اغلبهم ذات علاقات كثيرة , وكان رأيهم ” الرفض التام ” لاسباب عديدة ومشكلات منذ حبرية مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وايضا بسبب الانتقادات الواسعة للاكليروس والخدام المحافظين فى الكنيسة القبطية لتوجهات نيافته فى مجال العلاقات المسكونية وايضا فيما يتعلق بمخاوف من فكرة منتجع الانافورة ومن وراءه فى الكنيسة الانجيليكانية ورغم ذلك فهو يحاول لعب دور ما ليكون من صقور الكنيسة فبعد احداث تفجيرات طنطا والاسكندرية اصطحب سفير احد الدول ذو العلاقات الحساسة وسفيرا اوروبيا لتعزية البابا فى شهداء الكنيسة وقيل انه طلب من المقربين للبابا ان يشترك بصفة رسمية فى استقبال الرئيس السيسى اثناء زيارته لامريكا منذ سنوات ووافق البابا ولكن كان له تأثير ضعيفا للغاية ولم تأتى بالثمار التى يرجوها فى تحسين العلاقات .
ولكن ظلت محاولاته مستمره فقد نجح فى ان يكون احد ممثلى الكنيسة فى المجالس العالمية الكنسية ونجح فى ان يكون موفدا متحدثا لشباب الاقباط فى المهجر خاصة استراليا وبعض ولايات امريكا ومؤخرا نجح فى ان يكون مقررا للجنة الحوارات فى المجمع المقدس للكنيسة القبطية ولكنه يظل الابعد بسبب رؤية الاكليروس والرهبان والخدام فى ايبارشيات الكنيسة فى الداخل بل وفى الخارج ايضا بالنسبة للايبارشيات التى لها اساقفة محافظين كنسيا .
اما الاقرب والذى كان على مسافة قصيرة من نيل اللقب هو الانبا رافائيل الاسقف العام لكنائس وسط القاهرة واول سكرتير للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الذى كان يمتلك العديد من المؤهلات الجميلة التى كانت تؤهله لنيل هذا اللقب الانبا رافائيل يتمتع بغزارة التعليم الكنسى ويتمتع باساليب روحية تنال اعجاب كهنة وخدام وشباب اقباط وكان يمتلك صفات جميلة شخصية تجعله يكتسب مساحة واسعه فى الكنيسة القبطية وقد كان ايضا وربما مازال احد الاساقفة المقربيين للبابا تواضروس ولكنه اخفق فى شىء واحد ان كثرة الضغوط على الانبا رافائيل فى منصب السكرتير العام للمجمع المقدس اضافة لرغبة الانبا رافائيل ان يكون مراضيا لكل التيارات فى الكنيسة ولكل التيارات المختلفة جعله يمسك العصا من المنتصف فى العديد من الامور وجعله يبدى رأيا وعكسه فى بعض الاحيان ولكن شدة شعوره بالضغوط من هنا او هناك جعله رقيقا فى مواقف تحتاج الحسم ولايبدى رأيا حازما وفى النهاية ترك بارادته منصب السكرتير العام للمجمع المقدس وفقد مقومات ان يكون الاسقف الحديدى للكنيسة القبطية .
اما الانبا يوليوس اسقف عام كنائس مصر القديمة واسقف عام الخدمات الاجتماعية والاسقف العام المشرف على الخدمة فى الامارات وبعض بلدان الخليج التىاصبحت لاتتبع الكرسى الاورشليمى بعد نياحة المطران الانبا ابراهام المطران السابق للكرسى الاورشليمى والمشرف ايضا على بعض الكنائس فى كندا فهو لم يسمع عنه انه يمتلك اى نوع من العلوم الكنسية او اللاهوتيه ولايمتلك اى صفات شخصية سوى انه يجيد ابعاد الكهنة والخدام فى الاماكن التى يشرف عليها وايضا سوى ان يكون كبير ممثلى دير مارمينا فى المجمع المقدس فقد سجل باسمه انه اول اسقف يقيم قداسا واجتماعا للاساقفة الذين يتبعون ديرا واحدا فقد اقام قداسا واجتماعا لاساقفة مارمينا فى مقر الدير بمصر القديمة وهو الاسقف الذى لم تلغى اسقفية الخدمات العامة والاجتماعية ., رغم ابعادغالبية الخدام فيها ورغم نقل كل اعمالها الى مكاتب متخصصة تتبع المقر البابوى وابرزها المكتب البابوى للمشروعات والمكتب البابوى للخدمة الاجتماعية وغيرها اى انها اخليت من مضمونها كاملا وابقيت لكى يبقى الانبا يوليوس اسقفا عاما للخدمات عمله فقط التوقيع على البروتوكلات التى توقع مع بعض الجهات فى الدولة وهو عمل يقوم به اى راهب فى سكرتارية البابا .
الغريب انه بعد الوعكة الصحية التى المت بالبابا تواضروس الثانى فى عيد الميلاد المجيد واثناء فترة النقاهة فقد اقام البابا قداسا فى دير الانبا بيشوى لم يشارك فيه سوزى الانبا دانيال سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة القبطية والانبا يوليوس الاسقف العام ؟؟؟!!
وفى فترة ظل كلا منهما يحضران وحدهما لقاءات يشارك فيها البابا تواضروس ؟؟؟!!
وبينما كان الانبا دانيال سكرتير المجمع المقدس هو الاسم المشترك فى المشاركة مع الانبا يوليوس فى اجتماعات مع البابا تواضروس فؤجىء الجميع فى قداس عيد القيامة المجيد بالانبا يوليوس يتلو ويشكر المهنئين بالعيد وسط ذهول كثير من المتابعين لانها المرة الاولى التى يسند بها بابا الكنيسة سواء فى حبرية البابا شنودة اوالبابا تواضروس الى احد الاساقفة ولكن سبب الذهول الحقيقى ليس فى الفكرة التى ربما تكون تنظيما جيدا للقداس ولكن بالاساس وكما يحدث فى كل الكنائس الاخرى كان منتظرا ان يكون احد المناصب الكبرى للمجمع المقدس للكنيسة ؟؟!!
ولكن زاد الامر ذهولا وتعجبا هو غياب سكرتير المجمع المقدس للكنيسة الانبا دانيال الذى كان معتاد الحضور لقداسات الاعياد ربما نجح الانبا يوليوس فى اغتنام مناصب عديده لم ينجح فى اعمالها الا فى كونه ان يكون مندوبا بابويا لدى بعض الامور التى يشرف عليها ولكنه ينجح فى تطفيش كلا من اقترب من المحيط البابوى من المطارنة والاساقفة واخيرهم الانبا ميخائيل الاسقف العام الذى كان دخل صراع مع الانبا يوليوس فى من يكون الاقرب وخسره وسيتولى امر ايبارشية قريبا
فهل سنرى اسقفا يحظى بلقب الاسقف الحديدى ام سيظل اللقب للعملاق الراحل المتنيح الانبا بيشوى