تذكار_نياحة الأب القديس_البابا_ميخائيل_الأول البطريرك_الثامن_والستون من بطاركة_الكرازة_المرقسية.
وُلِدَ هذا القديس في سخا ونشأ في التقوى والقداسة منذ صغره. وكان عالماً فاضلاً فتأدب بكتب الكنيسة. وحفظ أكثرها. ثم اشتاقت نفسه للرهبنة وترَّهب بدير القديس مكاريوس. وبعد بضع سنوات ارتقى إلى درجة القسيسية، بعد ذلك خرج إلى ناحية سنجار (سنجار: منطقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومنها بدأ اللحن السنجاري الفرايحي وكانت مركز تجمع رهباني كبير) وحبس نفسه في مغارة نحو عشرين سنة وهو يجاهد جهاداً عظيماً حتى شاع صيته بالفضائل والعلم. فوقع الاختيار عليه للكرسي البطريركي، ورُسم في 12 بابه سنة 809 للشهداء ( 1092م ). وقد سار في البطريركية سيرة صالحة عفيفة، لم يقتن فيها درهماً ولا ديناراً وكان يعيش بالقدر اليسير لينفق ما تبقى معه على إطعام الفقراء والمساكين، ويسدد الضرائب عن العاجزين عن سدادها، كما جدد أواني الكنيسة وكتبها. وكان مداوماً على وعظ الشعب وتعليمه. وقد عاصر الأيام الأخيرة من خلافة ” المستنصر بالله ” ووزيره ” بدر الجمالي “، وبعد وفاتهما أقاموا الخليفة ” المستعلي بالله ” ووزيره ” الأفضل “، فساد الهدوء في مصر هذه الفترة. بعدها حدث نقصان في مياه الفيضان إلى حد أزعج المصريين. فاتفق الخليفة ” المستعلي ” على إرسال البابا إلى بلاد الحبشة ليقابل ملكها ويتفاوض معه في ما يتخذه من وسائل لتعلو مياه النيل. ذهب البابا إلى الحبشة حيث أكرموه وطلب من الإمبراطور تنظيف مجرى النيل من الأعشاب حتى يرتفع منسوب النيل، وقد بقى عدة أسابيع بالحبشة نجح خلالها في أن يقيم المودة بين ملك الحبشة والخليفة، وكان البابا ميخائيل أول من سافر من بطاركة الإسكندرية إلى الحبشة.ولما تفشى وباء الطاعون، أخذ البابا يتنقل بين أبنائه المنكوبين حتى دب الطاعون في جسمه. ولم يمهله المرض غير ساعات قصيرة إذ أنه انتقل في اليوم التالي إلى فردوس النعيم بعد أن خدم على الكرسي المرقسي مدة تسع سنوات وسبعة أشهر وسبعة عشر يوماً.بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.