المطران الانبا باخوميوس ومشوار 75 عاما فى قمة الهرم الكنسى … كان خادما دؤوبا وراهبا كارزا ومطران “اللاطائفية” … عبر بالكنيسة مرحلة مابعد مثلث الرحمات البابا شنودة واستحق لقب “البابا بدون رقم”
كتبت :مرفت يوسف
المطران الانبا باخوميوس احد كبار رجال الكنيسة لما بقرب من 75 عاما كان خادما دؤوبا وراهب كارز ومطران بحجم مجمع كامل , صاحب تعاليم “اللاطائفية ” وعبر بالكنيسة مرحلة من اصعب مراحلها فى العصر الحديث مشوار طويل اعانه الله عليه وسيظل اسما خالدا فى سنكسار الكنيسة
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
يلقب المطران الجليل الانبا “باخوميوس” فيالكنيسة القبطية بأنه “بطريرك بلا رقم” بعد توليه ادارة شئون الكنيسة لمدة ثمانية أشهر.
وهي “فترة خلو الكرسي المرقسي” عقب نياحة مثلث الرحمات “شنودة الثالث”. البابا ال 117
وتنصيبه “قائم مقام البطريرك” روهى الفترة التى كان يخشى كل الاقباط على الكنيسة بعد نياحة البابا شنودة واستطاع ان يعب بالكنيسة بسلام ومشهود له من الجميع داخل وخارج الكنيسة
والانبا باخوميوس كان قد نال خبره فى الفترة التى انضم فيها الى أعضاء اللجنة الخماسية التي أدارت الكنيسة عقب الأزمة الشهيرة بين البابا شنودة والرئيس السادات عام 1981.
ورفض المطران -الذي أمضى بالبحيرة وتوابعها نحو 52 عاما منذ رسامته أسقفًا عام 1971- الترشح للمنصب البابوي. رغم عروض من أساقفة ورهبان بعد إدارته الاستثنائية لأمور الكنيسة في الأشهر الأولى ولحين إغلاق باب الترشح وإعلان أسماء القائمة النهائية.
لم يكن الاضطراب كنسيًا فقط في فترة “القائمقام”-(مارس-نوفمبر 2012) حيث تلازمت الاوضاع الكنسية مع اوضاع عامة صعبة تمثلت فى سيولة سياسية للتيار “الإسلامي”. وانتخابات رئاسية في لحظة استثنائية من تاريخ البلاد تتضمن مرشحًا ينتمي لـ”جماعة الإخوان” -وقتذاك- وخلال هذه الفترة لم يتورط “الأنبا باخوميوس” بتصريحات تحسب عليه. بل أعلن أن الكنيسة لن تدعم مرشحًا بعينه. تاركًا للأقباط حرية الاختيار.
ورغم إعلانه قبيل الانتخابات البابوية -29 أكتوبر/تشرين الأول 2012- عن ” حزنه ” لما رآه داخل المقر البابوي خلال فترة إدارته. غير أنه آثر العودة إلى مطرانيته. وقال في كلمة خلال تجليس البطريرك أسالت دموع الأخير: “سنعود إلى إيبارشيتنا صغارًا تحت أقدام البطريرك”.
وبعد مرور 12 أعوام على تجليس “الأنبا تواضروس” بقي “الأنبا باخوميوس” مرجعًا روحيًا للكنيسة. يتصدى في مقالاته لـ”فكر اللا طائفية”، أو ما أسماه مفكرون أقباط “الزحف البروتستانتي”. ويستكمل معاركه للحفاظ على العقيدة الأرثوذكسية بعد أن كان أول من طالب بمحاكمة “جورج حبيب بباوي” المتهم بـ”الهرطقة”.
بداية الرهبنة
والتحق المطران الانبا “باخوميوس” بدير السريان- وادي النطرون- عام 1962. وسمي “أنطونيوس السرياني” بعد تخرجه من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1956 ودراسته بالكلية الإكليريكية في الفترة من 1959 حتى 1961.
ويروي المطران الانبا “باخوميوس” -الذي ولد بمدينة شبين الكوم عام 1935 باسم “سمير خير سكر”- قصة التحاقه بدير السريان. وذلك بعد قراره الاتجاه إلى الرهبنة. لافتًا إلى أنه حين جاء إلى الدير كانت ظروف الكنيسة تختلف عن الفترة الراهنة. وكان يقضي كل إجازاته داخله.
حينئذ وبعد أن قرر الانضمام لصفوف الرهبان سأله رئيس الدير آنذاك: “ماذا سيفعل مع البابا كيرلس؟” لأنه لو ذهب للسلام عليه سيلحقه بدير مارمينا –على حد قوله.
بعدها بنحو 3 ساعات دق الجرس وخلعت “البيجامة” والتحقت بالرهبنة. وأثناء فترتي الأولى -ولعلم قيادات الدير بأني مقبل على الخدمة- كلفت بالإشراف على المطبعة والمكتبة وتنقلت بين عدة خدمات أخرى منها “المطبخ” والزرع.
وعدلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لائحة الرهبنة إبان فترة البابا تواضروس الثاني بقرار من المجمع المقدس –عام 2013- بتضمينها “قسم أو تعهد للرهبان أثناء رسامتهم. ووثيقة مبادئ رهبانية ولائحة تدبير رهباني تشتمل على إقامة مدارس للرهبان. وتنشيط الدور البحثي والعلمي للأديرة. بجانب لائحة الانضباط الرهباني المتضمنة لطرق محاسبة الرهبان”.
ويشترط في طالب الرهبنة أن يكون مسيحيًا أرثوذكسيًا. له أب اعتراف ومنتظم في ممارسة الأسرار الكنسية. ووسائط النعمة (الصلاة والكتاب المقدس) بشهادة رسمية من أب اعتراف ومحب للطقوس والتسبحة والألحان. وله دراية بعقائد الكنيسة وتاريخها ولا يزيد سنه على 30 عاما ولا يقل عن 23 عاما. على أن يكون حاصلًا على مؤهل جامعي أو إتمام الدراسة بالكلية الإكليريكية. ويسمح باستثناء شرطي السن والمؤهل بعد موافقة رئيس الدير.
رُسم المطران الانبا “باخوميوس” قسًا في الثاني من يناير/كانون الثاني عام 1966. وفي الشهر التالي أشرف على المركز البابوي للكرازة لإعداد الخدام الإفريقيين.
وفي السودان وأثناء فترة خدمة امتدت من (1967-1971) رسمه الأنبا دانيال قمصًا في الثامن والعشرين من يوليو/تموز 1968. وأوفده البابا كيرلس السادس لـ”إثيوبيا” عام 1971.
على قائمة باكورة الأساقفة في فترة البابا شنودة الثالث كان “الأنبا باخوميوس”. حيث رسمه أسقفًا للبحيرة وتوابعها والخمس مدن الغربية في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول عام 1971.
واحتفلت المطرانية – – بمجيء الأسقف الجديد. ووصل كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور إلى أن تم التجليس في الثاني عشر من ديسمبر وحضر الاحتفالية محافظ البحيرة وقيادات المحافظة”.
ويسترجع “البابا تواضرس الثاني” ذكريات هذه الفترة. مشيرًا إلى أنه كان وقتها طالبًا في كلية الصيدلة. وعلم أن ثمة احتفالا بمجيء أسقف جديد. وكان قطاع الشباب وقتذاك يرى أسقفًا لأول مرة.
ويعد الأنبا باخوميوس أول أسقف قبطي لـ”منطقة ليبيا”. حيث وصل طرابلس في عيد الغطاس عام 1972 وترأس قداسًا هناك. بعدها بدأ ترتيب الخدمة وتفقد مدينة بنغازي وأسس هناك 4 كنائس.
ورسمه البابا شنودة الثالث مطرانًا في الثاني من سبتمبر/أيلول عام 1990. وكان من أبرز المقربين لدى البطريرك الراحل.
وتعد إيبارشية البحيرة هي الأوسع جغرافيًّا الآن بين إيبارشيات الكنيسة. وسبق أن قال البابا شنودة المتنيح : “الأنبا باخوميوس بدأ من مفيش”.
في البحيرة -ومع فترة أسقفيته الأولى- لم يكن يعرف “الأنبا باخوميوس” أحد إلا كاهن أو اثنان. “وفي كنيسة الملاك ميخائيل كان أحد الخدام “وجيه صبحي” -الذي صار فيما بعد البابا تواضروس الثاني- وتعرفت عليه”الحديث للأنبا باخوميوس”. وأرسلته ضمن مجموعة خدام شباب إلى بطريركية الإسكندرية”.
وحين التحق أحد تلاميذ الخادم “وجيه صبحي” بالرهبنة لاحت الفكرة له ونصحه “الأنبا باخوميوس” بالذهاب إلى دير الأنبا بيشوي. وكان دائم السؤال عنه خلال فترة رهبنته. ويعد هو الأب والمرشد الروحي له.
ويحكي “البابا تواضروس” عن أستاذه قائلًا: “عندما دخلت الكنيسة في أزمة سنة 1981 قُبيل اغتيال الرئيس السادات. كانت الأمور متوترة. واُختِيرَ الأنبا باخوميوس كأحد أعضاء اللجنة الخماسية التي كانت تدير الكنيسة في ذلك الوقت منذ نحو أربعين عامًا. وكان صوتًا للحكمة في العمل وفي حفظ سلام الكنيسة والوطن”.
“قائم مقام البطريرك”
وفيما بعد السابع عشر من مارس/آذار 2012 -تاريخ نياحة البابا شنودة- طبقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لائحة “فترة الانتقال الكنسي”. واجتمع المجمع المقدس لاختيار “قائمقام البطريرك”.
وبعد اعتذار الأنبا ميخائيل -مطران أسيوط الراحل- استقر المجمع على الأنبا باخوميوس. واستمر في منصبه لمدة 8 أشهر أدار خلالها الكنيسة. وعبر بها إلى تجليس البطريرك الحالي “البابا تواضروس” في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012.
فى هذه اللحظات التى نسطر فيها هذه السطور يرقد هذا الهرم الكنسى العملاق فى غيبوبة كاملة وتمر حياته بلحظات دقيقة للغاية
الرب ينجيه بشفاعة السيدة العذراء وجميع القديسين