جلست سهير.م تراقب الأحداث داخل محكمة الأسرة بزنانيري وهى صامتة وكأنها صماء لا تسمع ووجهها شاحب ونظراتها الحيرى كلها توحى بأنها كالذى فقد الذاكرة للتو.
«لا أريد أن أتحدث عنه.. كانت معرفته شؤم».. بعد الإقتراب منها مع محاولات تجعلها تتحدث لمعرفة ما يدور بذهنها وكشف حكايتها التي دفعتها للجوء لمحكمة الأسرة بدأت الزوجة الحزينة بتلك الكلمات التى تشير إلى أنها لم تعد تطيق الحديث عن زوجها والعيش معه ولجأت لرفع دعوى خلع ضده لتتخلص منه.
ما السبب..
«خمورجى وبتاع قمار وبيشرب أستروكس».. بدأت السيدة التى يقترب عمرها نحو الأربعين عاما بجملة لخصت مأساتها مع زوجها الذي حول حياتها وحياة أسرته بالكامل لجحيم.
فما البداية..
تروى سهير.م حكايتها لصدى البلد، تقول: تزوجت من شوقى.ص 48 عامًا من 10 سنوات وهو الزوج الثانى لى فكنت متزوجة من آخر وطلقني بسبب عائلته من حوالى 12 عامًا ولدى من الزوج الأول ولد وبنت ولم أنجب من الزوج الحالى بناء على طلبه لأنه لديه 3 أولاد من زوجته السابقة التي طلقها أيضا.
أضافت: تزوجته وفضلت أن يعيش الولد معى وأترك البنت لوالدها لأن البنت صعب تكون مع أب غريب غير أنها ستقوض حرية زوج امها فى المنزل.
كان زوجي يتضايق بعض الشيء من وجود ابنى ولكن تحملت وكنت أخاف أطلب منه أموالا لشراء أي اغراض تخصه لأنه كان ينهرني بكلمات “أنا هصرف على ابنك ولا أولادى”.
التقطت سهير أنفاسها وبنظرة عميقة وخواطرها وأفكارها غير المرتبة تتراقص بذهنها لتواصل حديثها .. لتقول «لكن الغريب مش معاملته السيئة لى ولابنى ».. كنت مدركة بعض لكن لم ألق بالا أن ذلك يحدث بناء على كلامه المعسول فى بداية علاقتى به أنه سيحافظ على أبنائى مثل أولاده تماما دون تفرقة .. الغريب أن بعد زواجنا كان لا يهتم بطلبات البيت وفى نفس الوقت لا ينفق على ابنائه الأخرين ولا أعلم أين ينفق أمواله؟
سنة مرت وسنين وتحملت كل هذا وخرجت للعمل فى البيوت أخدم وكان زوجى موافق كل هذا من أجل أن أنفق على ابنى وابنتى واتكفل بتربيتهما ونفقات المدرسة لأعرف أن أخطأت فى حق نفسي وإبنى للمرة الثانية مع زوج لا يرحم ولا يعرف معنى الرحمة.
تابعت: ومن عامين ازداد سوءا فى أخلاقه فكان يعود من عمله ليقضي ما تبقى من يومه مع أصحاب السوء ويعود فى آخر الليل غير مدركا لحاله ولهلوسه حديثه التى كان يرعب بها ابنى وكأنه مارد ، وفى يوم وكنت أبحث فى جيوب سرواله وجدت حبوب مخدرة وأستروكس عرفت أنها سبب إنفاق أمواله بالكامل على المخدرات ولعب القمار.
استطردت: واجهته بالمخدرات التى وجدتها فى جيبه ليجيب بمنتهى البرود والإستهتار : «أيوة بشرب مخدرات وبلعب قمار ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل».
لا أريد أن أعيش مأساة جديدة .. أريد أن أهرب أنا وابنائى بعيدا عن كل الناس أنا اخطأت فى حقهم وضيعت مستقبلهم بسبب أبوين لا يعرفان الرحمة ومعنى رزق الأبناء لذلك طلبت الخلع ولن أكرر تجربة الزواج .. توبة.