زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس، مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب، وقام بجولة رافقته خلالها الدكتورة رشا راغب، المديرة التنفيذية للأكاديمية، لتفقد المقر، والتعرف على تجهيزاته، والبرامج التدريبية التي يتم تقديمها لتدريب وتأهيل الكوادر الشابة للقيادة.
والتقى رئيس الوزراء بالدكتورة رشا راغب المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب، التي عرضت على نحو تفصيلي الأدوار التي تقوم بها الأكاديمية، والنتائج الإيجابية التي تحققت، والرؤية الطموحة للمستقبل، كما تطرقت لاستخدامات مباني مقر الأكاديمية في الوقت الراهن، وتجهيزاته الحالية، فضلا عن الاحتياجات لمواكبة تصاعد الدور الهام الذي تضطلع به الأكاديمية في التدريب والتأهيل وفق أحدث النظم العالمية.
كما شهد رئيس الوزراء خلال الزيارة، جانباً من عمليات اختبارات المتقدمين للدفعة الثالثة من البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة، حيث أشارت الدكتورة رشا راغب إلى أن الاختبار التحريري الذي يجرى اليوم، خاص بالصحافة والثقافة العامة، وسيتبعه مقابلات شخصية.
من جانبه تمنى لهم رئيس الوزراء التوفيق واجتياز الاختبار بنجاح، مؤكدا أهمية ان تحرص تلك الاختبارات على القياس السليم لإمكانات طالبي الالتحاق بالبرنامج التدريبي، بما يسهم في التوصل إلى عناصر مؤهلة وكفأة لتولي مهام القيادة مستقبلاً.
ثم عقد رئيس الوزراء لقاء مع الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة، حيث أعرب عن سعادته بوجوده اليوم وسط ٨٠ من المتدربين في هذا البرنامج، مؤكداً انه طلب من المدير التنفيذي للأكاديمية، السير الذاتية لهم، فالدولة حريصة على الاستعانة بهذه النوعية المتميزة من الكوادر الشابة في تقلد المسئوليات والمناصب العامة مستقبلاً.
وأضاف رئيس الوزراء أن المشكلات المتمثلة في الموارد المالية يمكن التكيف معها، وتجاوزها، ولكن الأهم أن يتسلح الوطن بالكوادر المؤهلة التي تتمتع بالفكر غير التقليدي، مشيراً إلى أن هذا الفكر يسـهم في واقع الأمر في تقليل الفجوة التمويلية.
ونبه رئيس الوزراء المتدربين في البرنامج من التنفيذيين، إلى انهم مع انتهاء البرنامج سيعودون الى أماكن عملهم، داعيا إياهم لعدم الاستسلام للشعور بالإحباط من بعض النماذج الإدارية السلبية التي سيصادفونها، فلكل مجتهد نصيب، وبقدر المصاعب والتحديات تكون متعة النجاح وهي مكافأة الله للمجتهد، مؤكدا ان الوطن سيكون محظوظا بالاستفادة منهم خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام الزيارة، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نواب المُحافظين الجُدد.
وجاء اللقاء ضمن البرنامج التدريبي الخاص بنواب المحافظين، لتأهيلهم على أسس الإدارة العامة وأساليب القيادة الحديثة، وطرق اتخاذ القرار إزاء المواقف والمشكلات التي يواجهونها، بالإضافة إلى إثراء الجانب العملي لديهم، وتعزيز إدراكهم للقضايا والموضوعات الجارية في الشأن العام، من خلال دعوة الوزراء والمسئولين التنفيذيين لإلقاء محاضرات تثقيفية لهم.
وخلال لقائه بنواب المحافظين الجدد، أعرب رئيس الوزراء عن ترحيبه بتواجده مع نواب المحافظين، باعتبارهم من المتميزين في الجهاز الحكومي للدولة، مؤكداً أنهم بما ظهروا عليه من مستوى عالٍ واجتيازهم لاختبارات عديدة، لهو أمر أدخل السرور في نفوسنا جميعا.
وأضاف رئيس الوزراء: الأمر الذي يهمنا اليوم هو أن نستعين بالكوادر الشابة ذات القدرات الفنية المميزة، وسنعمل على تحقيق الاستفادة من كل المتدربين خلال المرحلة المقبلة في المناصب العامة، وفي المسئوليات الأعلى بالدولة، لأننا أحوج ما نكون إلى كوادر بشرية متميزة، وليست المشكلة الآن في مواردنا المالية المحدودة، لأنه مع تجاربنا الشخصية تبين لنا أن الفكر غير التقليدي والفكر المتميز هو الأساس الذي يتم الاعتماد عليه في تقليل الفجوة التمويلية.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي رسالة لكل المتدربين وكل العاملين بالأجهزة الحكومية بالدولة: لا أريد أن يشعر أحد منكم بالإحباط، فلقد مررتُ بتجارب عديدة على المستوى الشخصي، لكن في النهاية لكل مجتهد نصيب، وإن المولى عز وجل لا يظلم أحداً ولا يُضيع مجهود أي شخص بذل جهدا وواجه مصاعب في أداء مهامه، مشددا على أن يتحلى الجميع بالقدرة على مواجهة تلك المصاعب وتحقيق النجاح والوصول إلى الهدف المنشود.
وتطرق رئيس الوزراء، خلال لقائه بالمتدربين من نواب المحافظين، إلى حجم التحديات التي من الممكن أن تواجههم عند ممارستهم لأعمالهم في مناصبهم.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته البالغة بتواجده مع نواب المحافظين، مؤكداً حرصه على زيارتهم، وقال: كان هناك بديلان أن أحضر معكم في بداية تدريبكم، أو قرب انتهاء المرحلة الأولى من برنامج التدريب، لكني اخترت أن أحضر إليكم في هذا التوقيت تحديداً.
وأود أن أشير إلى أنه تم اختياركم على أسس تميز، سواء تميز أكاديمي أو علمي أو تميز في العمل العام في تخصص محدد، وكان هناك تحد في الاختيار أنه ليس كل منكم لديه خبرة كافية بجوانب العمل العام، وهي كانت مشكلة تواجه عملية اختيار القيادات خلال الفترة الماضية، حيث كان يتم أحيانا اختيار القيادات على أعلى مستوى، على أساس نجاحه في تخصص دقيق، لكن الحقيقة أنه ليس شرطاً أن تنجح القيادات في منصب عام وفق هذا الأساس، وضرب الدكتور مصطفى مثالا بأن يكون هناك أكاديمي متخصص في الهندسة مثلا ومتميز في تخصص دقيق بل ورئيس جامعة، ولا يحقق النجاح المنشود عند توليه منصباً عاما على نفس المنوال الذي كان يؤديه في تخصصه.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن هذا أوضح لنا أن هناك خبرات كثيرة يحتاجها الشخص المرشح لتولي العمل العام قبل انخراطه بهذا العمل، ويتعرف على أمور كثيرة في العمل الحكومي، وبالتالي يتم تسليحه بدورات تدريبية على أعلى مستوى، وهناك حرص من جانب الحكومة على أن يتم منح هذه المجموعة الآليات المطلوبة واللازمة لنجاحهم في عملهم، وهو ما يُسهم كذلك في إنجاح التجربة بشكل عام، مشيراً إلى ما ذكره قبل حلفهم اليمين الدستورية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان حريصا كل الحرص على إنجاح هذه التجربة، ووجه بأن نعطي هذه المجموعة كل وسائل النجاح وأن يكون لديها كافة الإمكانيات التي توفرها لهم الدولة.
وقال رئيس الوزراء: إذا أخذنا في الاعتبار أن نصف هذا العدد منكم نجح في عمله، تكون التجربة قد نجحت في أن يكون لدينا 40 شخصا كمشروع محافظ أو وزير في المستقبل القريب، وخاصة أنكم كوادر في هذه السن الصغيرة وهو ما يشير إلى أن هناك تغييرا حقيقيا يحدث في الدولة، وهو تولي شباب أعلى المناصب القيادية في مصر، وعندما تقوم القيادة السياسية بهذا العمل، فليس الهدف هو إرضاء شريحة من المجتمع المصري، بل من واقع قناعة كبيرة بإمكانيات الشباب، والسعي لإعطائهم فرصة كاملة لهم في بناء بلدهم، لكن ما كنا نراه في وقت سابق أن الشباب ينقصه الخبرة العملية لممارسة عمله، وهو ما تبلور في الحرص الشديد على أن تتلقوا بقدر الإمكان أفضل تدريب ممكن .
ووجه رئيس الوزراء حديثه لنواب المحافظين قائلا : إن هناك دورات أخرى سيتم عقدها لكم أثناء توليكم لأعمالكم لكن على مستوى أعلى، وهو ما يؤهل لأن يكون لدينا صف أول وثان وثالث.
وأقر الدكتور مصطفى مدبولي بأن الطريق ليس مفروشا بالورود أمام نواب المحافظين من الشباب لأن هناك تحديات كبيرة للغاية، لكنه أوصاهم بأن يثبتوا تفوقهم في مواقعهم، ويثبتوا أنهم كوادر وقيادات شابة قادرة على تحقيق أهداف الدولة في مواقع العمل والإنتاج.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هناك توجيهات للمحافظين لتمكين نواب المحافظين من تولي مسئوليات محددة لكل منهم، لافتا إلى أنه سيقوم بمتابعة هذا الأمر بنفسه شخصيا، وأنه سيكون هناك اجتماعات دورية مع المحافظين لمتابعة هذا الأمر، مشيراً إلى أنه سيتابع ذلك عند استئناف جولاته الميدانية في المحافظات خلال المرحلة المقبلة، موجها نواب المحافظين بمساعدة المحافظين في أداء العمل المنوط بهم جميعا، والتواصل مع المواطنين في الشارع، والتعامل الإيجابي مع أعضاء مجلس النواب، بما يسهم في حل المشكلات التي تواجه المواطنين؛ فالمرحلة القادمة بها حجم عمل كبير جدا على مستوى المحافظات، ولاسيما الخطة الاستثمارية للعام الجديد، التي ستكون مختلفة تماما لأننا لأول مرة سنوجه موارد ضخمة لدفع عجلة التنمية في المحافظات، وهو ما يتطلب دورا كبيرا لنواب المحافظين إلى جانب المحافظين في متابعة العمل بمشروعات هذه الخطة الاستثمارية على أرض الواقع.
وأعرب رئيس الوزراء عن تمنياته لنواب المحافظين بالتوفيق خلال المرحلة المقبلة ، وكلفهم برفع تقرير دوريّ عن معدلات تنفيذ الأعمال كل في محافظته، لأن هذه التجربة ستكون محل تقييم من الواقع ، لنرى هل نحن كدولة تمكنا من أداء دورنا في هذا الشأن على المستوى المطلوب.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه سيعقد اجتماعاً دورياً مع نواب المحافظين كل شهرين أو ثلاثة أشهر؛ لإعطائهم الفرصة بالحديث بعيداً عن أي حرج في وجود المحافظين، قائلا: بعد توليكم مناصبكم التنفيذية سنكون حريصين على الاستماع إلى آرائكم حول رؤيتكم للواقع العملي، والتحديات التي تواجهونها.
وأضاف: الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين سيشهد حضوركم، ولابد أن تحرصوا أنتم أيضاً على استمرار التواصل فيما بينكم وأن يقدم كل منكم يد العون لزملائه في المحافظات المختلفة، ولفت إلى أن النهج الذي انتهجه رئيس الجمهورية خلال السنوات الخمس الماضية، والذي عملت الدولة وفقاً له كان غير تقليدي وهو ما أثمر ما نحن عليه اليوم من نجاح.
واختتم رئيس الوزراء بالقول: مصر في حاجة إلى أفكار إبداعية خارج الصندوق، ولابد أن تكون لدينا الشجاعة لتنفيذ هذه الأفكار، وسيرحب الرئيس بأي فكرة تسهم في إنجاح التجربة.
واكد مدبولي ان التدريب رغم اهميته، فالدور الأكبر يكون للواقع العملي، وهو شيء آخر، لافتا إلى أن نهج الرئيس الذي تتبعه الحكومة هو نهج غير تقليدي، يتمثل في البحث عن أفكار إبداعية خارج الصندوق، مؤكدا أن الدولة لديها الشجاعة لتنفيذ هذه الأفكار، مؤكدا تطلعه للاطلاع على خبراتهم من واقع تجربتهم العملية بعد ممارسة مهام عملهم.
من جانبهم أكد نواب المحافظين القدر الإيجابي الذي أسهم فيه هذا التدريب في تأهيلهم لتولي المسئولية، حيث أحدث فارقا في خبراتهم وإدراكهم للواقع العملي، فواقع العمل العام مختلف عن مجالات دراساتهم، كما أضافوا أن التفاعل بينهم ساهم في تبادل الخبرات، وإيجاد أرضية مشتركة ستساهم في تحقيق التواصل الفاعل بينهم في المستقبل، بما يصب في صالح تيسير العمل وتذليل المشكلات.
كما أعربوا عن سعادتهم بما لمسوه من دعم القيادة السياسية والحرص على إنجاح هذه التجربة وتوفير كل عوامل استكمالها على النحو الذي يحقق أهدافها، هذا فضلا عن سعادتهم بالتوجه المتعلق بتكرار التدريب فيما بعد، ليضاف اليه جانب الخبرة والتطبيق العملي بعد تجربة بدء العمل بشكل فعلي في محافظاتهم.