حالة من الغضب أثارها الشيخ عبدالله رشدي، عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، بسبب تصريحاته مما أدى إلى إعلان الأوقاف وقفه من صعود المنابر.
البداية، قال «رشدي»، عبر حسابه على «فيس بوك»: «العمل الدنيوي مادام ليس صادرا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر في الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً، ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك في الآخرة من دين لا تؤمن به أصلا في الدنيا، ولا أدري لماذا يغضب الملحدون من تقريرِنا لعقائد ديننا التي لن تضرهم في الدنيا ولن تنفعَهم في الآخرة!؟».
البعض فسر حديثه بإنه يتحدث عن الدكتور مجدي يعقوب، وثوابه عند الله، ليخرج عبر حسابه مجدداً، لينفى ذلك، قائلاً: «إنني لم أتطرق في منشوراتي لشخص الدكتور مجدي يعقوب لا من قريب ولا من بعيد..غاية الأمر أنني أتكلم في ضوابط قبول العمل عند الله يوم القيامة من منظور إسلامي كما ورد في القرآن، وكما هو اعتقاد المسلمين قاطبةً، أن العمل مع تكذيب الله ورسوله لا قيمة له يوم القيامة في ديننا نحن المسلمين، وهذا الكلام قلته مراراً وتكراراً وسأظل أقوله لأنه ديني ودين كلِّ مسلم، ولا مجال للعبث في هذه الحقائق الدينية الراسخة».
وتابع: «المهم أنني كتبتُ كلامي دون تطرقي لأشخاصٍ أو مللٍ أصلاً، فقامت الصحيفة-بكل أسف- باجتزاء كلامي من سياقه الذي يدور في نقاش مع فكر الإلحاد، ثمَّ حمَّلَتْه تلك الشخصنة لتجذب لها قُرَّاءً من خلال الافتراء الواضح، علماً بأنه لم يتواصل معي أي صحفي منهم بخصوص هذا الأمر، فكيف يسوغ أن ينقلوا عني تصريحاً لم أكتبه ولم أقله!؟ على كل حال سأتقدم بشكوى رسمية ضدهم على هذا الفعل المشين».
على خلفية تصريحاته، قرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الاثنين، وقف عبدالله رشدي، عن صعود المنبر لحين الانتهاء من التحقيق معه فيما يبثه من آراء مثيرة للجدل ومنشوراته التي لا تليق بأدب الدعاة.
وقالت وزارة الأوقاف في قرارها: «بناء على مذكرة وكيل الوزارة لشئون الدعوة بشأن ما يثيره عبدالله رشدي، على صفحاته من آراء مثيرة للجدل إضافة إلى بعض منشوراته التي لا تليق لا بأدب الدعاة ولا بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم، متجاوزًا تعليمات الوزارة بأن شخصية الإمام على مواقع التواصل لا تنفصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام ما التفت الناس إلى آرائه على مواقع التواصل».
وأضافت الوزارة: «وبما أن هذه الآراء الجدلية التي يبثها المذكور تحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمي إليها، وكأنها تقره على آرائه، قرر الدكتور محمد مختار جمعه، وزير الأوقاف بناء على مذكرة وكيل الوزارة المرفوعة إليه في هذا الشأن منع الشيخ عبدالله رشدي من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها لحين الانتهاء من التحقيق معه في المذكرة المرفوعة وما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة ولايحتملها وواقعنا الراهن».
أشادت دار الإفتاء بالدكتور مجدي يعقوب، ووصفته بأنه صاحب السعادة، وقالت إن ما حصَّله من علم ومعرفة وخبرة أذهلت العالم؛ كانت نتيجة لجهود مضنية وشاقة قد وضعها كلها مُسَخّرة في خدمة وطنه وشعبه، ولم ينظر يومًا ما إلى دين من يعالج وينقذ من الموت، بل بعين الشفقة والرحمة والإنسانية التي امتلأ بها قلبه.
وأوضحت الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تعودنا من مثيري الشغب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين حين وآخر أن يخرج علينا أحدهم بتصريح فجٍّ أو أغنية هابطة أو كلام يصبو منه إلى إثارة انتباه الجماهير، وزيادة عدد من المتابعين وحصد أكبر قدر من اللايكات التي سرعان ما تتحول إلى أموال وأرصدة تغني أصحابها على حساب انحطاط الذوق العام والأخلاق».
وتابع: «من الطبيعي بالنسبة للمصريين بما حباهم الله من فطرة نقية، أن يتوجهوا إلى الله بالشفاء والرحمة والجنة للدكتور مجدي يعقوب صاحب السعادة؛ لأنه في قلوب المصريين يستحق كلَّ خير؛ والجنة هي أكبر خير يناله الإنسان.. وهذا دعاء فطري بعيد عن السفسطة والجدل والمكايدة الطائفية، نابع من القلب إلى الرب أن يضع هذا الإنسان في أعلى مكانة يستحقها».
واختتمت الإفتاء قائلة: «أهل الفتنة ومثيري الشغب ومحبي الظهور وجامعي اللايك والشير يدخلون على الخط؛ دون أن يسألهم أحد فيتكلمون بحديث الفتنة عن مصير الدكتور مجدي يعقوب، وكأنَّ الله تعالى وكلهم بمصائر خلقه وأعطاهم حق إدخال هذا إلى الجنة وذاك إلى النار؟!».
من جانبه، وصف الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج «90 دقيقة»، عبدالله رشدى، بأنه «أحد المتبجحين الذين يدعون للفتنة عمدًا بما يروجه على صفحته على السوشيال ميديا بتكفير المصريين ونشر الفتنة بينهم.».
وقال «الباز» ببرنامجه على قناة المحور إن حديث العالم الدكتور مجدى يعقوب خلال تكريمه عن الجنة والنار استفز تطرف عبدالله رشدي الذي نشر تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يقول إن المسيحي لن يدخل الجنة لأنه كافر.
وأكد «الباز» أن الدولة المصرية لا تحتاج أن ينشغل المواطنون بقضايا هامشية مثل الجنة والنار، لأن هناك الكثير من الكذابين من أمثال عبدالله رشدي ويتبعهم كثير من المصريين دون وعي. وأضاف أن الله أعلم بالقلوب والنوايا الذي لا يعلمها إلا سواه، وليس الدعاة المتاجرين بالدين والمكفرين للناس، مشيرًا إلى أن مجدي يعقوب يعطى مثالا للعطاء والإنسانية بعيدًا عن كل الأديان.
من جانبها، علقت الفنانة نشوى مصطفى عن الأمر، وقالت عبر حسابها على «فيس بوك»: «يا أخي كسفتونا والله العظيم، يا أخى اقتدى بنبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يا أخي ياريتك تكون روحك فيها سلام ومحبة وعطاء زيه، يا أخى يا ريتك تكون سفير دينك زي ماهو سفير دينه».
وأضافت: «يا أخي اخدم عباد الله وابذل في سبيل مرضاة الله مالك وطاقتك ووقتك زيه، يا أخي شككتوا الشباب في صواب العقيدة وكفرتوهم، يعنى لما شاب يسمع كلامك التكفيري اللى متبطن باحساس فيه تعالى وكأنك بتقول أنا الأفضل ويشوف أفعاله البسيطة الطيبة المتواضعة تفتكر حيقتدى بمين، وأشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله».