الخادم الحى .. كلمة الانبا مكاريوس على هامش مؤتمر خدام وخادمات ايبراشية المنيا

قال الانبا مكاريوس  على هامش مؤتمر خدام وخادمات المنيا المنعقد حاليا الخادم الحى

نفتقد اليوم كثيرًا ذلك الخادم الذي كُنّا نشعر فيه بالأبوة، يخرج هذا التيار من الأبوة منه باتجاهنا نحن المخدومين، ونخضع لسلطانه الروحي وإن لم تكن له حيثية بالكنيسة. نجلس إليه ونتردد عليه، ونشعر بالفرح في وجوده. نقتحمه في منزله فيتلقّفنا باشًّا، فنحن أولاده وهذا بيتنا. نحكي له ونسمع منه، نسأله ويفيض عذوبة عندما يجيب. يتلمذنا ويسقينا من نبع المعرفة والفضيلة. نتجه إلى مكتبته، ونتجول بين كتبها نتصفّحها، ونسمع تعليقاته العابرة. يسبّح معنا بغير افتعال، ونصلي ونقرأ معه دون تكلُّف. تمتد علاقتنا به خارج صفوف التربية الكنسية، العلاقة مستمرة بيننا، يأمرنا بلطف ويعاتبنا بمحبة، وبما له من رصيد لدينا نسمع ونخضع له. إنه أقرب إلينا من ذوينا، تكونت صورة المسيح لدينا من خلاله. نقرأ في الإنجيل، ولكن ليس كما نسمع منه وهو يقرأ علينا. ندرك أن له علاقة خاصة بالمسيح، فنتودّد إليه لعله يوصّلنا به. وعندما نختلف، فهو المرجع والمرجعية وله القول الفيصل. هو في عمله الرئيسي: خادم رب المجد،وإن كان يقوم أعمال أخرى تجاه أسرته ورب عمله الزمني، ولكن شاغله الرئيسي والسمة الغالبة عليه هي كيف يسلم الطريق للآخرين وكيف يصلهم بالمسيح. تسلّمنا منه الصلاة والخلوة والقراءة والتهذب واللغة الكنسية وعشق الكنيسة، ومع ذلك فهو في النهاية يجاهر بضعفه ومسكنته وعدم استحقاقه. وكلما أعربنا عن تمسُّكنا به، أعلن شعوره بالفخر لأن سيده (المخدوم) راضٍ عنه ومتمسك به.. يصفنا أننا جواهر، ونرد أنه هو الذي يصقلنا ويزيح عنا الأتربة ويحافظ علينا.. ولكن، وعندما تم تكليفه بفصل آخر يخدمه، نظرنا إليه متسائلين، أجاب: “سأتعرف على أسياد جدد، أخدمهم وأغسل أقدامهم”.
مما يفرحني الآن، أنه ما تزال هناك بقية من هذه النماذج في القرية والمدينة…
الانبا مكاريوس- الاسقف العام