حفظ الأسرار وأخبار الرعية، لا يبوح بها لأي أحد.. فى كلمة الانبا ماركوس فى سيمنار علاقة الاسقف والكاهن
اليوم الأول للكهنوت…كلمة نيافة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة
تناول نيافة الانبا ماركوس موضوع اليوم الأول في الكهنوت وجاءت محاور الكلمة على النحو التالي:
أولاً: نعمة الكهنوت
إن خدمة الكهنوت هى خدمة جليلة لأنها تخص الأسرار و التعليم وهى مقدسات إلهية. “خُدَّامِ الْمَسِيحِ، وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ” (1كو1:4)وذلك بحسب قول ذهبي الفم .
* ويقول أيضا القديس اغسطينوس ….والدعوة إليها هى دعوة إلهية من صاحب المقدسات الرب يسوع. “هذا السرّ هو عمل المسيح نفسه الذي يعمل به خدّامه بقوة الروح القدس”.
ثانيًا: واجبات الكاهن
1- خدمة الليتورجيه:
* إن حضور الحب في قلب الكاهن أمام الله في الليتورجيا هو في الحقيقة يصلب الكاهن صلبًا فالحب الذى يصلى به واضعًا مشاكل وهموم واتعاب شعبه ومقاوميه، يسقيه لذة فرح القيامة مع المسيح المنتصر القوى الذى انتصر على الموت واقامنا معه.
* فإن لغة بذل الذات في خدمة الليتورجيا هى أفضل سبيل ليتجدد الكاهن ويربح ذاته وشعبه باذلاً نفسه من خلال الصلوات.
2- خدمة سر الاعتراف:
* لا شئ يجسّد أبوة الله ومحبته للبشر مثلما يبرزها خدمة سر الاعتراف.
* الكاهن أشبه بطبيب روحي؛ فلذلك عليه أن يتعلّم منذ سيامته ليقتني حياة الافراز والتمييز في الحياة الروحية، ليعرف كيف يدبّر آخرين، فليست كل الأدوية تنفع الجميع.
* وأب الاعتراف المحب هو الذي يمارس كل تأديب مع أولاده في نفس الوقت أو بعيدًا عن عيونهم.. وهو يخاطب ذاته (اقبل يا الله منى هذا التأديب عن ابنك الذى أعيق تقدمته إليك. ولا تجعل علىَّ ولا عليه خطية جديدة بسبب عدم اخذه دواؤه المناسب).
3- تنظيم الافتقاد:
* الحقيقة أن كل الشعب يكون ظمآنًا للقاء الله الداخل إليهم بافتقاد الأب الكاهن انهم ينتظرون ويطلبون بالحاح لهذه الزيارة.
* يحرص الأب الكاهن أن يوجّه الأنظار نحو شخص الرب يسوع من خلال الأحاديث الروحية والكتابية. ويطلب قيادة الروح القدس الذى يبني الكنيسة والنفوس.
4- تنظيم الخدمات الكنسية:
* وضع برنامج وخطة في الخدمة (خطة يومية – أسبوعية – شهرية – سنوية).
* تشمل (الافتقاد – اجتماعات الخدمة المسئول عنها – خطة لإنشاء اجتماعات جديدة لما تحتاجة الخدمة – تطوير الاجتماعات بما يناسب الفكر الارثوذكسي).
* المرور على كل اجتماعات الكنيسة وتقديم الرعاية والاطمئنان على سلامة التعليم والكلمات الروحية والتعرّف على الخدام والمخدومين عن قرب، والتأكيد على أهمية اعداد الصف الثانى.
5- تنظيم الخدمات الاجتماعية:
* الخطوبات والاكاليل وجلسات المشورة ودورات واجتماعات الأسرة وزيارات المرضي والأرامل والمشاكل الأسرية متمثلاً بإلهه “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ” (مت35:9)
6- تنظيم خلوات خاصة بالكاهن:
* لما فيها من صفاء ذهنى و امتلاء روحي ومراجعة لكل أمور وتدبيرات الخدمة.
– خلوات يوميه (الأجبية والكتاب المقدس , القراءات الروحية).
– خلوات أسبوعية نصف يوم أو يوم مقسوم ليل ونهار يوم آخر.
– خلوات شهرية بأحد الأديره.
ثالثا : – يجب أن يصاحب واجبات الأب الكاهن هذه الفضائل في خدمته:
١- المحبة الباذلة التى بلا حدود نحو الرعية، وخدمتها بلا كسل ولا تراخى.
٢- احتمال ضعفات الرعية بأبوة صادقة.
٣- قبول الشخصيات المتعبة والصعبة ومحاولة احتوائها بالحب والاحتمال.
٤- غفران ونسيان التطاولات والتجاوزات التى تصدر بقصد أو بدون قصد .
٥- الحكمة في التصرف مع الأحداث والاشخاص الذي ينتج سلامًا وليس تعبًا للآخرين.
٦- الحكمة في ربح النفوس (رابح النفوس حكيم).
٧- طول الأناة في التعامل مع الخطاة وقساة القلوب والمتمردين والمقاومين.
٨- طول الأناة في الحوار وحل المشكلات.
٩- البعد عن الغضب والنرفزة والانفعال والقرارات السريعة الغير مدروسة .. فكل هذا يهدم ولا يبني.
١٠- ألاّ تكون خدمة الكاهن متأثّرة بنفسيته، أى يكون رد فعل وليس فعل..
١١- المصداقية في المواعيد والوعود والاحداث.
حفظ الأسرار وأخبار الرعية، لا يبوح بها لأي أحد (سفر – خطوبة – بيع – شراء – طلاق – بطلان – … ) وإن سُئل الكاهن عن الأخبار فلتكن اجابته : (فلنترك أخبار الناس للناس ونحن نتحدث عن أخبار السماء والملكوت).
١٢- إلتزام الأب الكاهن بالسلوك الروحي من أول يوم لسيامته :
* “وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ” (1كو15:2).
*١٣- القدوة في حياة الراعي: “يَذْهَبُ أَمَامَهَا وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ” (يو4:10).
“كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضاً بِالْمَسِيحِ” (1كو11: 1).
١٤- التسليم في حياة الكاهن: “لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً” (1كو23:11).