الصليبى افندى يكتب لاقباط امريكا عن:كيف نجابه الوحشية الاسرائيلية فى قضية دير السلطان؟الامور التى استغلتها تل ابيب؟ واخطاؤنا الفادحة فى التعامل مع الازمة؟ ومؤشرات عدم تعاطف امريكا؟ودور الجاليات القبطية حول العالم؟
مسيحيومصر تنشرها بتصريف من موقع اقباط امريكا وكاتبها
————————–
نحن نسير فى الاتجاه الخاطىء تماما ,فى قضية دير الملاكميخائيل الشهير بدير السلطان بالقدس.
عجبت كثيرا حين سمعت , ان الانبا بيمن اسقف نقادة وقوص قد خاطب اعضاء المجمع المقدس ارسال , شجب وتنديد للسفارات الاسرائيلية بالخارج,وأعجب ,كلما قرأت بيانات تنديد من الاساقفة , اشبه ببيانات الحزب الوطنى المنحل ,فى استغلال الاحداث عاطفيا ,باننا نشجب وندين وندعم؟ويتعجب معى ملايين الاقباط, عن عدم الاعلان الرسمى للكنيسة لتحركا رسميا او قانونيا او سياسيا على مستوى دولى , بعد الاهانات التى نقلها وزير الاديان الاسرائيلى للمطران القبطى , الانبا أنطونيوس رئيس طائفة الاقباط الارثوذكس بالقدس , وهومنصب له مكانا فى البروتوكول الاسرائيلى منذ عهد المتنيح الدكتور المطران الانبا باسيلوس مطران القدس العظيم, الذى أعطى لهذا المنصب مكانة عملاقة , رغم كل معاناته, وعدم وضوح مسببات وفاته,وماتبعه من اجراءات استثنائية فى جنازته قبل نقله للدفن فى ديره الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر؟
تلك الاهانات التى كشف عنها قداسة البابا تواضروسالثانى فى عظته الاسبوعية بكنيسة الملاك ميخائيل بالمهندسين بايبراشية شمال الجيزة الاربعاء,فى اعقاب أحداث القدس , وكيف ان وزير الاديان الاسرائيلى , قال للمطران القبطى شفاهة ” نحن نخبرك ولانستأذن منك سندخل دير السلطان ونرممه ؟”وماجرى من اهانات واعتداءات وحشية تلتها؟ وشهدناها جميعا فى الميديا المسيحية بالاخص.
وتزداد تعجبا من نشر صفحة الكنيسة المصرية , تاريخ الدير والاحكام , وكأننا أستسلمنا , لضياع الدير , وبدأنا نتحدث عن الذكريات والحكايات والروايات والاحداث؟
وتشعر بالعجب العجاب , أننا نتباهى ببيانات من هنا وهناك , وجميعها , ” عويل فى عويل” وبكاء على لبن نعتقد أنه لم يسكب بعد,؟
مركز القضية
————
القضية قضية سياسية , بشكل مطلق ..
, وطلما وضعت القضية فى اطار سياسى , أو جعلت للاستغلال السياسى , فيجب ان يتوقف الحديث تماما عن الاحكام والقوانين , والتاريخ والجغرافيا والانسانية ايضا.
والقضايا السياسية لايجدى على الاطلاق , بيانات الشجب والتنديد والدعم والمساندة؟ كل هذه امور دعائية والقضايا السياسية ” برجماتية” تتعلق بمصالح” ولاعلاقة بهذه الامور بمصالح الدول.
الوحشية الاسرائيلية فى التعامل مع احتجاجية قبطية محدودة جدا, ومعدومة النفع والعافية , يقوم بها رجال دين لايملكون ادوات الاستغلال السياسى للاحتجاجات السلمية والاشتباك اللفظى مع الشرطة لتسجيل موقف ينفع فى قضايا اكبر من حجم القضية لتحريك القضية ذاتها, هذه الوحشية المفرضة , وراءها اهداف كبيرة تسعى تل ابيب من جراء اغتصاب دير السلطان لصالح الاثيوبيين لتحقيقها, وهذه المصالح يعلمها الجميع, وهى
1- نقل اثيوبيا مياه النيل الازرق من سد النهضة الى تل ابيب عبر البحر الاحمر
ومن اجل هذا , وفرت حكومة اسرائيل غطاء دولى واسع لتمويل سد النهضة , بل وفرت له غطاء تمويلى دولى , بل عربى سعودى كبير , وانتصر لاثيوبيا على حساب مصر فى هذا الملف
2- يهود الفلاشا الاثيوبيين , الذيين تنقلهم اسرائيل عبر السودان والدول الافريقية , ليكون الطبقة العاملة الخادمة فى المجتمع الاسرائيلى
والامر الذى يثير الاندهاش , ان الوحشية الاسرائيلية ضد الكنيسة القبطية , لم تظهر , الا فى عهد البابا تواضروس الثانى , البابا الوحيد الذى ذهب للقدس , لاول مرة منذ الستينات, وبعد حرب يونية 67, حين اعلن الباباكيرلس السادس , منع زيارة الحجيج القبطى للقدس , والذى كان الذهاب اليه قبل الحرب عبر السفر بالقطار , وبعد نياحته جدد قداسة البابا شنودة الثالث منع الاقباط من الحجيج, ورفض السفر للقدس مع الرئيس المصرى الراحل انور السادات , وبعد اتفاقية كامب دافيد, رفض سفر الحجيج القبطى , وتنيح وهويرفض التطبيع مع اسرائيل وسفر الحجيج القبطى , بينما وضح منذ اليوم الاول لوصول قداسة البابا تواضروس الثانى الى السدة المرقسية , وضح انه سيسير عكس اصحاب القداسة البابا كيرلس والبابا شنودة , وان سيفتح المجال لسفر الاقباط للقدس , وسافر بنفسه اليها وزار كنيسة القيامة وكل اماكن الحجيج على هامش رئاسته الصلاة على المتنيح مطران القدس الانبا ابراهام؟ بل يعتبر قداسة البابا تواضروس الثانى احد البابوات الذيين لم يصدر اى تصريح صحفى ولا غير صحفى معارض لاسرائيل والحجيج القبطى للقدس ؟بل فى عهده اصبحت زيارات الاقباط للقدس من المهجر وكنائس مصر طوال العام, بل ان الكنائس التى كانت تمنع الحجيج, اصبحت تنظم رحلات تجارية للقدس والحجيج للقدس؟؟
مازال فى اذهان الاسرائيليين ان الرئيس الراحل انور السادات فى مباحثات طابا , كانت دائرة على قضيتين , عودة طابا , واعادة دير السلطان, واعادة طابا, ولم تعيد دير السلطان, ولم تحدث اشكالية حقيقية على عدم عودته مثلما كانت الاشكالية فى عودة طابا , والاثنان ارضيتان مصريتان ؟
وكما أغتنمت اسرائيل عهد قداسة البابا تواضروس , ايضا أستثمرانشغال الساحة العربية والمصرية بملفات شائكة كثيرة تشغل الراى العام هنا وهناك,, بل استغلت ايضا الانشقاق الفلسطينى حول سفر الاقباط والمسلمين للقدس , حيث تتبنى سلطة ابو مازن نهج الزيارات الاسلامية والمسيحية لدعم الوجود الفسطينى , بينما المخالفون يرون ان هذه الزيارات دعما لاسرائيل.
أيضا خسرت الكنيسة القبطية المساندة الامريكية , تارة , حينما طلبت الكنيسة القبطية العام الماضى طلبا للبيت الابيض لتحديد موعد لمقابلة الرئيس ترامب لقداسة البابا اثناء زيارة كان مخطط له من العام قبل الماضى , , وتوسطت قيادات قبطية بامريكا لتحديد الموعد مع مسئولة كانت تعمل فى الادارة الامريكية من اصول مصرية , واستطاعت ان تحصل على موعد مقابلة شرفية للبابا , اى غير رسمية , وفى هذه الزيارات يكون للتعارف والتصوير وكوب شاى, وهو امر كبير ان يتم تحديده لاشخاص اقل من منصب رئيس الجمهورية , وتم تحديده , وبكل اسف الغيت رحلة قداسة البابا لاسباب صحية , ولكنه لاسباب لانعلمه ولايعلمها احد, كان سببا غير مقبولا من الادارة الامريكية , التى رحددت الموعد , ورفضت تحديدنفس الموعد لشخصية اسلامية رسمية مصرية ,رغم مقابلات واسعة لترامب مع قيادات اسلامية من كل العالم؟ و لاسباب لايعلمها احد ايضا؟
بل ان قداسة البابا لم يطلب منه رسميا , استقبال
نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس, اثناء زيارة كانت محتملة فى ديسيمر عام 2017
ورغم عدم ارسال طلب لها , الان ان البابا أعلن من طرف واحد, اعلن رفضه استقبال بنس وقال انه اعتراض على قرار ترامب بشأن قرار نقل السفارة الاسرائيلية للقدس , وجاء اعلان قداسته بالرفض بعد قرار مشابه اصدره شيخ الازهر , وقبل ان تعلن الدولة المصرية الامر؟
لذلك فى زيارة قدساة البابا تواضروس الثانى , للولايات المتحدة الامريكية فى سبتمبر واكتوبر 2018, تقدم تناقل الاقباط فى نيوجيرسى , انهم سمعوا أن الانبا دافيد اسقف نيويورك والنائب الباوى لنيوجيرسى , حاول تحديد موعد لقداسة البابا مع الرئيس ترامب , ولكن طلبه بل طلباته رفضت رفضا تاما , بل يتردد انه ابلغ انه لم يلتفت اليها اصلا؟؟
محور الازمة
القضية انتقلت من مربع النزاع على دير بالقدس بين كنيسيتين , الى قضية سياسية شائكة , تحتاج لتدخل سياسى لحلها , بل , يعتبر الدير فعليا , قد ضاع من أيادى الكنيسة القبطية باغتصاب اسرائيلى لصالح الاثيوبيين, وهناك شك كبير ان الامور يمكن علاجه بين الكنيستين على اى وجه من اوجه
ماذا بعد
1- ينبغى ان تتجه الكنيسة القبطية الى اطر سياسية لحل الازمة بالاعتماد أساسا على الحكومة المصرية الوطنية فى المقام الاول, ومثلما تتبنى الملف الفسطينى وحماس مع اسرائيل , يجب ان يجد ملف دير السلطان نفس الاهتمام والتدخل , وفقا للعلاقات المصرية الاسرائيلية , والقضية ليست بيانات من الخارجية او اخراج راهب , القضية عودة دير للسيادة المصرية والكنيسة القبطية المصرية .
2-لابد ان ان نقتنع ان الطرف الوحيد القادر على اقناع الاسرائيلين هما الامريكان, فيجب ان يعمل اساقفة امريكا والاقباط الفاعلين فى الوصول الى الكونجرس والبيت الابيض لعرض قضية دير السلطان
3-التوجه الى التحكيم الدولى باشر مما يمكن, بالاحكام الصادرة عن الحكومة الاسرائيلية , وكل تاخير يضعف الامل فى اعادة دير السلطان من الاغتصاب
4- لابد ان تقوم الجايات القبطية فى المهجر , بل الاقباط فى مصر , بالاحتجاج امام السفارات الاسرائيلية فى كل عواصم العالم , وامام المنظمات الدولية والاممية والحقوقية فى الولايات المتحدة واوربا لتحويلها لقضية مثار اهتمامن عالمى ضاغط على اسرائيل
هذا اذا اردنا حل القضية وعودة الدير المغتصب, ام عكس ذلك وشغل التنديدات والبيانات ,فهذا مكانه محالات الترفيه والتندر علينا كطائفة , ظاهرة صوتية ينقصها الجدية فى التعامل مع القضايا الاستراتيجية التى تؤثر فينا
كاتب المقال
الصليبى افندى
كنيسة مارجرجس /بروكلين /نيويورك الولايات المتحدة الامريكية
تحذير
يحذر الكاتب من الاقتباس او النقل دون الرجوع اليه باذن كتابى , والا سيتخذ اجراءات قانونية فورية