وُلِدَ هذا القديس من أبوين مسيحيين، وكان والده يشتغل بصناعة الفخار وقد رباه والداه تربية مسيحية حقيقية، وكان منذ شبابه المبكر يتردد على الأديرة ويتعلم الحياة الروحية من الرهبان.
اشتاق إلى حياة الرهبنة، فذهب إلى أحد أديرة القديس باخوميوس القريبة من إسنا، وطلب من الأب مرقس رئيس الدير أن يقبله تحت إرشاده. فَقبِلَهُ، وبعد قليل ألبسه إسكيم الرهبنة.
بدأ الراهب متاؤس حياته الرهبانية بجهادات نسكية قوية، وكان محباً للصلاة والوحدة، فعمل لنفسه مغارة بالجبل بالقرب من الدير وانفرد فيها عابداً مصلياً.
بعد نياحة الأب مرقس اختار الرهبان الأب متاؤس ليكون أباً ورئيساً للدير. ولما تقلد هذه المسئولية، قام بمهام عمله خير قيام وعمّر كثيراً في الدير حتى تسمَّى هذا الدير باسمه بعد نياحته، ودُفن جسده فيه. وقد ذكر المقريزي هذا الدير بقوله: ” يوجد بأصفون دير كبير ورهبانه معروفون بالعلم والمهارة وهو من أديرة الصعيد الآيلة للاندثار بعد كثرة عمارتها ووفرة أعداد رهبانها “.
وبجانب النهضة الرهبانية والعمرانية الضخمة التي قام بها الأب متاؤس في ديره فقد منحه الله مواهب كثيرة مثل شفاء الأمراض وإخراج الشياطين وإقامة الموتى وعلم الغيب حتى ذاع صيت قداسته في كل البلاد المحيطة. وقد بلغ من قداسة هذا الأب أن الوحوش كانت تأنس إليه وتتناول طعامها من يديه. ولما أكمل سعيه الطاهر تنيَّح بسلام. وما زال جسده موجوداً في مقصورة خشبية جميلة صغيرة خاصة بجوار مدخل حصن الدير القديم. بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.