يدخل منتخب التشيك مواجهته ضد منتخب إسكتلندا التي تخوض غمار بطولة كبرى للمرة الأولى منذ 23 عامًا ضمن منافسات المجموعة الرابعة من كأس أوروبا 2020 في هامبدن بشعور من الضغينة، بعدما اضطرت إلى تغيير المعسكر التدريبي في اللحظة الأخيرة ويغيب عن صفوفها مدافعها الموقوف أوندري كوديلا.
تلقى كوديلا عقوبة الايقاف لعشر مباريات من قبل الاتحاد الاوروبي لكرة القدم “ويفا” بعد توجهه بإساءات عنصرية الى لاعب وسط رينجرز الإسكتلندي غلين كامارا عندما زار سلافيا براغ اسكتلندا في الدور الـ16 من الدوري الاوروبي “يوروبا ليج” في 16 آذار/مارس الفائت.
الإدانة الواسعة لكوديلا في بريطانيا لم تنعكس على موطنه، حيث وقف سلافيا والعديد من زملائه في النادي والمنتخب إلى جانب ابن الـ34 عامًا معتبرين أن هناك نقصًا في الأدلة ضده.
قال توماش سوتشيك الذي يلعب في صفوف وست هام الانكليزي لصحيفة “إدنيس” التشيكية “أقاتل من أجل أوندرا طوال الوقت. أؤمن أنه لم يقل له شيئًا عنصريًا، لم يكن هناك دليل، ولكن العديد من الاشخاص في الجزيرة (بريطانيا) أدانوه وتلقى عقوبة قاسية”.
وتابع “إنه أمر سخيف. أعرفه جيدًا لدرجة أنني لا أتخيله يقول أي شيء عنصري. حاولت أيضًا إقناع اللاعبين في غرفة خلع الملابس بذلك”.
على أرض الملعب، ستفتقد تشيكيا حتمًا لجهود كوديلا. في غيابه، سقط سلافيا براغ برباعية نظيفة امام أرسنال في اياب ربع نهائي يوروبا ليغ، ولا يملك المنتخب خيارات عدة في مركز قلب الدفاع.
وقال جيري سيتري مساعد مدرب المنتخب التشكي هذا الاسبوع “عندما يتعلق الامر بأوندري، يشعر كل الفريق (بغيابه) وكنا نتمنى أن يكون معنا”.
– “لا أحد يريد المخاطرة” –
إلا ان ايقافه لم يشكل فقط نكسة في استعدادات منتخب تشيكيا.
بعد أن تأهلت الى النهائيات القارية تلقائيًا عبر التصفيات، قبل أشهر من اسكتلندا التي تأهلت عبر دوري الأمم، اتخدت تشيكيا من القاعدة الاساسية لتدريبات للمنتخب الاسكتلندي في إدينبره، مقراً لتدريباتها قبل اول مباراتين لها في المجموعة في غلاسكو ضد اسكتلندا وكرواتيا، قبل أن تلاقي انكلترا في ويمبلي في لندن.
ولكن كان لا بد من تغيير هذا المخطط قبل أسبوعين فقط من بداية البطولة القارية حيث رفضت الحكومة الاسكتلندية تخفيف قيودها الصارمة المتعلقة بجائحة فيروس كورونا للاشخاص المخالطين لحالة إيجابية.
كان مسعى اسكتلندا للتأهل الى البطولة على وشك ان يذهب في مهب الريح بسبب تلك القيود، عندما خسر جهود لاعبَيه الرئيسين كيران تييرني وراين كريستي عن ملحق نصف النهائي أمام إسرائيل بسبب اختبار ايجابي لستيوارت أرمسترونغ لاعب ساوثمبتون.
ووفقًا لهذه القيود، قد تتسبب حالة ايجابية واحدة في المعسكر بفرض العزل على عدد كبير من اللاعبين.
نتيجة لذلك، سيتخذ المنتخب التشيكي من عاصمته براغ مقرًا لتدريباته وسيسافر الى بريطانيا من أجل مبارياته الثلاث في دور المجموعات.
وقال مهاجم بيرنلي الانكليزي ماتي فيدرا “سأكون أكثر سعادة لو كنا في مكان واحد وكان لدينا معسكر في اسكتلندا. لكنني أفهم أيضًا أن لا أحد يريد المخاطرة بأي شيء”.
ولزيادة الطين بلّة، فشل الاتحاد التشيكي في محاولة متأخرة لنقل المباراة من هامبدن بسبب قيود السفر الصارمة التي تمنع المشجعين المسافرين من الحضور من دون قضاء 10 أيام في الحجر الصحي.
في المقابل، ستحظى إسكتلندا بدعم جماهيري للمرة الاولى منذ نوفمبر 2019 حيث سيتواجد 12 ألف مشجع في المدرجات.
لم يسبق لإسكتلندا أن تجاوزت دور المجموعات في أي بطولة كبرى، لكن لن تحظى ربما بفرصة أفضل حيث تخوض مباراة اخرى على ارضها ضد كرواتيا في بطولة ستخرج فها ثمانية منتخبات فقط من أصل 24 من الدور الأول.
قال مدرب إسكتلندا ستيف كلارك “الفوز في المباراة الاولى سيكون مهمًا جدًا. ثلاث نقاط قد تضمن لك مقعدًا في الدور ثمن النهائي، لذا سيشكل ذلك بداية جيدة”.