كل سنة وحضراتكم طيبين بمناسبة عيد الرسل وأيضًا تدشين هذه الكنيسة الجميلة، ويعيش نيافة الأنبا باخوميوس ويعمّر ويتعب ويخدم في أماكن كثيرة وربنا يفرّحه بثمر تعبه، مثل هذه الكنيسة التي تعب فيها من عشرات السنين حتى أن ربنا سمح بها، وأيضًا أبونا يوحنا الذي يخدم بالمنطقة وقبله المتنيح أبونا بيشوي وآباء كثيرون خدموا هذه المناطق، وربنا يقبل الصلوات ويفرحنا بيوم التدشين.
يوم تدشين الكنيسة هو يوم كتابة شهادة الميلاد للكنيسة وهو آخر خطوة رسمية في الكنيسة، وتدشين الكنيسة بالصلوات يمر بثلاث مراحل:
أول مرحلة: يكون فيها الصلوات معظمها مأخوذ من تدشين هيكل سليمان في العهد القديم، وهذه الصلوات يكون المرد فيها “يا رب ارحم”، كلنا نقول: “يا رب ارحم” ونطلب الرحمة من ربنا.
المرحلة الثانية في الصلوات: نقف (الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة) حول المذبح ونرشم المذبح بعلامة الصليب ولكن بدون زيت الميرون، ونسمي هذه المرحلة ونحن نرشم المذبح ويكون المرد “آمين” بمعنى استجب يا رب، وعندما نرشم المذبح بسبعة رشومات نقول لربنا هذا المذبح ماذا سيقدم لنا؛ فهذا المذبح مثلًا سيقدّم لنا غفران خطايانا، خطايانا التي صنعناها بإرادتنا وبغير إرادتنا، هذا المذبح سيساعدنا أن نتخلَّى عن الأفكار الرديئة والأفكار الغبية والأفكار الجاهلة، هذا المذبح سيساعدنا في السلوك المستقيم وهكذا.
المرحلة الثالثة: نمسك زيت الميرون ونبتدئ أن نصبه على المذبح، وأثناء صبّه نقول اسم المذبح وهو في أي كنيسة وأي مدينة وماذا يتبع، مثل شهادة الميلاد بالضبط، نكتب فلان ابن (س) و(ص) ومولود في يوم (كذا) وفي المكان (كذا)، فنقول مثلًا هذا المذبح على اسم القديس مار مرقس، وقديس المذبح البحري مثلًا ونقول أن هذا المذبح موجود في كنيسة القديسين الرسولين بطرس وبولس، وهذه الكنيسة موجودة في مدينة النوبارية، وهذه المدينة تتبع إيبارشية البحيرة وكل توابعها، تخصيص، لهذا كلمة “تدشين” تعني تخصيص ومعناها التقديس، وعندما نرشم هذه الرشومات بيكون المرد بتاعنا “الليلويا” مرد الفرح، كلنا فرحون أن الله أعطانا هذه النعمة الكبيرة، وأن هذا المكان أصبح مكانًا رسميًّا وكنسيًّا ومدشَّنًا ومخصصً